فاجأنا اتحاد كرة القدم السعودي الأسبوع الماضي بطرح أو قبول أو مناقشة مشروع "خطة استراتيجية لاتحاد القدم" لمدة 20 عاما مقبلة.

المشروع قدمته لجنة الدراسات الاستراتيجية باتحاد كرة القدم، وسمته "استراتيجية" "تصوروا"!

فمشروع يحمل صفة "استراتيجية" لا يمكن أن  يكون صادرا من "لجنة"، ومشروع يمتد إلى عشرين عاما مقبلة "تخيلوا" غير منطقي وغير مقبول.

 أولا: لا توجد استراتيجيات توضع بحجم مدة 20 عاما حتى في الهيئات والمؤسسات الصناعة والتجارية والاقتصادية لا تتجاوز 5 سنوات فقط "خطة خمسية" كحد أقصى، وكما قلت أن مجرد لفظ كلمة "استراتيجية"، لا تخرج من "لجنة" ضعيفة موضوعة في خاصرة منظومة رياضية كروية، فالاستراتيجيات تبنيها دول وهيئات عليا، لكن لا تبنيها لجنة، اجتهدت في "اللفظ" دون التفريق فيما بين "الأحلام الميتافيزيقية" و"الرؤية"و"البرنامج" و"الخطة" و"خريطة الطريق" و"أحلام اليقظة"، أما أن تسمى "استراتيجية" وبهذه البساطة ولمدة 20 عاما فهذا يعيدني إلى مشهد الفنان الكبير سعد الفرج، الذي التف بمشلحه في المسرح للجهة الأخرى وقال عبارته الشهيرة "ودي أصدق.. ودي.. بس قوية قوية"..!

-  وبصراحة ووضوح أكثر فإن استراتيجية تصدر من لجنة هذا لا يمكن وصفه إلا بالاستخفاف بعقول الناس، وتضليل الوسط الرياضي، وبإزار جديد تفتتحه لجنة الدراسات الاستراتيجية لتعاطي تجارة "الوهم" في مرحلة حرجة تمر بها الكرة السعودية في الوقت الحاضر لا تحتمل

مزيدا من التضليل والتدليس وإغراء الجماهير بهذه الأحلام، وهذا "الخيال الواسع" الذي تتمتع به اللجنة.

 أما صنع الاستراتيجيات البعيدة المدى فهو مرتبط بشراكات قوية ومؤسسات استثمارية واقتصادية ورعايات مضمونة واستثمارات توازي حجمها ومتطلبات تنفيذها واحتياجاتها.

-  إن مجرد القبول ولو مبدئيا بما أطلق عليه مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي استراتيجية تمتد إلى 20 عاما، فهذا بصراحة لا يمكن فهمه إلا أن يكون مضيعة للوقت وإهدارا للمال العام ومجرد "بهرجة إعلامية"! و"أوهام المفلسين"!

-   الاستراتيجية يا سادة يا كرام مشروع "دولة" وليست مشروع "اتحاد" أو لجنة تتكون من 5 أو 6 أعضاء، فالعشرون عاما المقبلة التي هي مدة  "استراتيجيتهم" هي صناعة وشراكات لا يجيد صياغتها إلا الأقوياء بعقولهم وتفكيرهم وخبراتهم وأدواتهم.

- يحكم هذه الرؤية المختلفة تحفظي الشديد والقوي على مدتها التي ستحمل كثيرا من المتغيرات والتحولات في متطلبات واحتياجات جيل المستقبل، لأن الظروف ستكون بالتأكيد مختلفة، وبيئة العمل الرياضي ستكون مختلفة، ومن الخطأ الكبير أيضا أن ترسم استراتيجية طويلة المدى بفكر الحاضر وعقلية المرحلة الحالية.

  -  بقي أن أقول للجنة الدراسات الاستراتيجية باتحاد القدم: احترموا عقولنا وعقول أجيالنا المقبلة فلجنه تفشل في رسم استراتيجية كروية في دورة انتخابية واحدة لا يمكن أن تكون محل قبول وثقة لوضع استراتيجية لعشرين عاما!

-  وأقول أيضا لرئيس وأعضاء لجنة الدراسات الإستراتيجية: المستقبل ليس مسؤوليتكم، اتركوا المستقبل لغيركم، فالمستقبل مشروع كبير لستم مؤهلين له في الأساس، وفوق إمكانياتكم وقدراتكم، فقط أصلحوا الحاضر الكروي المتعثر إن استطعتم!