تدرس قوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، خيارات التعامل مع مراكز قيادة حوثية تستقر داخل المجاميع السكانية وبعض الفنادق اليمنية، وفقا لما أفصح عن ذلك المتحدث باسم التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري، الذي أبلغ الصحفيين خلال الإيجاز اليومي أمس أن لديهم معلومات دقيقة حيال قيام الميليشيا بإقامة تلك المراكز بهدف استدراج قوات التحالف لاستهدافها وإيقاع ضحايا من المواطنين الأبرياء، مؤكدا أن العمل جار لتدقيق المعلومات أكثر، واتخاذ الإجراء المناسب بحقها، في الوقت الذي أكد فيه أن ما يعانيه الحوثيون الآن من احتمائهم بأقبية المباني السكنية، ونصبهم للمضادات الأرضية داخل المجمعات السكنية وعلى أسطح المباني بـ"الانكفاء".

يأتي ذلك، فيما سددت الحملة الجوية الخاصة بعاصفة الحزم، ضربة موجعة للمتمردين الحوثيين في اليوم الحادي عشر للعملية العسكرية، بقصفها للمعسكر المسؤول عن تحركات الحوثيين على الحدود، فيما أعلن عسيري أن ضربات الـ24 ساعة الماضية، استهدفت قافلة مكونة من ست عربات عسكرية، على مرحلتين، كانت متوجهة من المخا والحديدة إلى محافظة عدن، فيما أفاد بأنه تم التعامل مع عدد من محاولات التهريب البحرية واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها.

وفيما كان مقررا أن تحط طائرة تابعة للصليب الأحمر الدولي على الأراضي اليمنية، لمباشرة أولى المهمات الإنسانية على الأرض، إلا أن ذلك لم يتم. وقال المتحدث باسم قوات التحالف "على الرغم من تنسيق الصليب الأحمر مع قيادة التحالف وإبلاغهم بالإذن لدخول المجال الجوي اليمني، إلا أنه لم يحضر أحد.. لقد طلبوا تغيير الطائرة في اللحظة الأخيرة، ومن ثم طلبوا تأجيل الرحلة إلى أجل غير مسمى".

ومنع المتمردون الحوثيون أمس طائرة سودانية كانت متوجهة إلى صنعاء لإجلاء رعاياها من الهبوط، فيما سعت الميليشيا إلى تعطيل وصول طائرة تركية بمنعها من الهبوط قبل أن يسمح لها بالقدوم بعد أن كانت قد غيرت وجهتها للهبوط في مطار جازان، فيما اعتذرت مصر عن إجلاء رعاياها كون أعدادهم أكبر من سعة الطائرة التي كان مقررا أن تصل إلى اليمن.

وفي مقابل ذلك، أكد المتحدث باسم قوات التحالف التزامهم بمسؤولياتهم الكاملة تجاه عمليات الإجلاء والعمليات الإنسانية، دون تنصل من المسؤولية، متهما ميليشيا الحوثي بعرقلة تلك العمليات من خلال سيطرتها على مطار صنعاء.

وعلى الرغم من توصيفه للوضع في عدن بـ"المطمئن"، إلا أن العميد عسيري ذكر أن الحوثيين يمارسون عبثية واضحة في المدينة، من خلال رمايتهم على المساكن وترويع الساكنين، وتعطيلهم لمضخات المياه وقطعهم للكهرباء عن بعض أحياء العاصمة الموقتة، مبديا عدم استغرابه من لجوئهم إلى مثل تلك الأفعال لأنها نوع من سلوكهم، إذ لا أهداف عسكرية لديهم، بل تقصد لتدمير البنية التحتية واستهداف المواطنين وترويعهم.

واستمرارا للوضع في عدن، أفاد عسيري بأن قوات التحالف قامت بعملية إسقاط إضافي لدعم المقاومة الشعبية على الأرض، ومساندتها في ردع الحوثيين.

وبث المتحدث باسم قوات التحالف، تطمينات تفيد بأن كل متطلبات الدعم اللوجستي التي تم إسقاطها في عدن، ذهبت إلى أيدي اللجان الشعبية، ولم يتسرب منها شيء للحوثيين، مؤكدا أن النتائج على الأرض مبشرة، وسط الأنباء التي تفيد بأن المقاومة ماضية في رص صفوفها بشكل أكبر من السابق، مشددا على أن الشرط في عملية دعم لجان المقاومة الشعبية على الأرض هو أن تكون تعمل لمصلحة المواطن اليمني. وفي سبيل قطع كل الإمدادات لمجموعات المتمردين الحوثيين القابعين في عدن، قامت مقاتلات قوات التحالف، طبقا لعسيري، بقصف عقبة القندع للمرة الثانية، وعقبة الثرة، وعقبة البيضاء، وذلك لمنع الحوثيين منها إلى العاصمة الموقتة. ورد المتحدث باسم قوات التحالف على سؤال حيال إمكان الإعلان عن مراكز على الأرض، لتسهيل مهمة الراغبين من الجيش اليمني في تسليم أنفسهم أو الانضواء ضمن اللجان العاملة تحت قيادة الشرعية اليمنية، قال عسيري "الجيش اليمني جيش محترف، ولعل أهم خدمة يقدمها أفراد وضباط ذلك الجيش إن لم يتمكنوا من قتال الحوثيين هو كف أذاهم عن المواطن اليمني.. ومن يرغب في التعاون مع المقاومة الشعبية فالوحدات العسكرية الداعمة للشرعية تفتح أبوابها".

وحول المخاوف من إمكان هروب القيادات الحوثية عبر الحدود اليمنية العمانية، وإمكانية استخدام المجال الجوي العماني في العملية العسكرية الحالية، رد عسيري على ذلك بالقول "عمان مسؤولة عن أمن حدودها ومجالها الجوي.. أما نحن فلا حاجة لنا أن نستخدم أجواءها في عملنا".

وردا على سؤال حيال استخدام بعض القنوات السعودية لمصطلح قتيل بدلا عن شهيد لتوصيف من استشهد من رجال الأمن والعسكريين على الحدود، علق عسيري على ذلك بالقول "قد يكون جانبهم الصواب في ذلك، لكل منا مفرداته المستخدمة، ونعتقد أن هؤلاء الإخوان يعتقدون ما نعتقد".

واستبعد المتحدث باسم قوات التحالف، الزج بمقاتلات الهيلكوبتر أو الطائرات بدون طيار، في هذه المرحلة من مراحل العملية العسكرية. وقال "لا يمكن أن نغامر دون التأكد من سلامة تلك الطلعات الجوية والعمليات".