كشفت اعترافات بعض الموقوفين في قضايا الإرهاب، عن وجود ارتباط وثيق بين إيران وبعض خلايا الإرهاب في المملكة، من خلال منسقين لهذه الخلايا الإرهابية في إيران، وتهريب بعض الشباب المغرر بهم إلى مواقع الصراع. وتعمل الخلايا على زعزعة الأمن وخلق الفوضى وهدم اللحمة الوطنية. كما جندتهم إيران أيضا للتجسس وجمع معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية لضرب الاستقرار في المملكة.

وكانت الأجهزة الأمنية أعلنت في منتصف مارس 2013 ضبط خلية تجسس مكونة من 18 شخصا، مرتبطين بأجهزة الاستخبارات الإيرانية، كانوا يقومون برصد منشآت وأهداف عسكرية واقتصادية. كما كشفت عن اعترافات خلية تابعة للقاعدة مكونة من 59 سعوديا، وثلاثة يمنيين، ومتهم من بوركينا فاسو، كانت تسعى لتنفيذ عمليات تخريبية واغتيالات عند بيت الله الحرام، والتخطيط لقتل وخطف عدد من رجال الدولة. وتمت محاكمتهم في التاسع من أبريل 2013، وأشاروا إلى وجود منسق للتنظيم في إيران، يؤمن تنقلاتهم. ورصدت أجهزة الاستخبارات هجوما إلكترونيا تعرضت له شركة أرامكو عام 2012 انطلق من إيران.


عمليات التجسس والتخريب

في أواخر مايو عام 2013 كشفت السلطات السعودية عن خلية تجسس قبض عليها في الداخل تعمل لمصلحة إيران، وبلغ عدد موقوفيها 27 شخصا وهم 24 سعوديا وثلاثة مقيمين من الجنسيات الإيرانية والتركية واللبنانية. وكلفت الخلية بمهمات عدة، منها القيام بتفجيرات في مناطق مكتظة بالسكان لإثارة الفزع والهلع بين السكان، وضرب المصالح الاستراتيجية الحيوية بالمملكة، ومنها المطارات والموانئ، والتحريض ونشر الإشاعات والبلاغات الكاذبة، وتنظيم التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد السلطات المحلية، ورفع شعارات لنصرة الدولة المجندة للخلية. وكان حجاج إيرانيون قاموا في 1987 بتنظيم تظاهرات استخدموا فيها السلاح الأبيض، واعتدوا على حجاج بيت الله الحرام والجنود والعاملين في موسم الحج، كما حاولوا اقتحام الحرم المكي، والعمل على إشاعة الفوضى وحمل شعارات وصور. وتوفي خلال هذه التظاهرات 402 شخص، وأصيب 649 آخرون.

وفي عام 1989، استهدفت إيران الحرم المكي الشريف وحجاج بيت الله بتفجير جسر ملاصق للمسجد الحرام. وقبل أربعة أعوام، كشفت أجهزة الأمن الأميركية عن مخطط إيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير.


منسق ومهرب للقاعدة بإيران

وكان من أبرز ما كشفت عنه اعترافات خلية إرهابية مكونة من 59 سعوديا، وثلاثة يمنيين، ومتهم من بوركينا فاسو، أنهم كانوا يسعون لتنفيذ عمليات تخريبية واغتيالات عند بيت الله الحرام، والتخطيط لقتل وخطف عدد من رجال الدولة، وتشكيل خلية إرهابية تعمل لخدمة مصالح تنظيم القاعدة، والخروج المسلح على ولي الأمر، وانتهاج المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، واعتناقهم الفكر القتالي المنحرف. وأدين المتهمون في هذه المجموعة بعدة تهم منها الإفتيات على ولي الأمر بانتهاج المنهج القتالي الداعم للعمليات التخريبية في الخارج، واعتناق الفكر التكفيري ضد الدولة وولاة الأمر، ودعم الإرهاب والعمليات الإرهابية بالأموال، وقيام عنصر من الخلية بقطع وعد لأحد المغرر بهم بأنه في حالة المشاركة في القتال، سيقوم بتسديد ديونه بعد موته، والتنسيق لخروج الشباب والتغرير بهم، وتبني بعضهم لفكرة قتل رجال الأمن.

وكشفت الاعترافات عن وجود منسق للقاعدة في إيران، يتولى تسهيل مرور وإقامة أفراد القاعدة في إيران، وتوزيعهم على مواقع الصراع في العالم، ويكون خط سيرهم للسفر لإيران عبر إحدى الدول الخليجية. وأدين متهم (يمني الجنسية) بتواصله مع قادة فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وطلب مبلغ مليون ريال لشراء سفينة، يتم من خلالها تهريب الأشخاص إلى إيران. وأدين المتهم الـ15 وهو من بوركينا فاسو وحكم عليه بالسجن 13 عاما، وترحيله إلى بلده بعد انتهاء محكوميته، ومنعه من دخول المملكة مرة أخرى إلا وفق ما تقتضي به أنظمة الحج والعمرة، وذلك لدعمه أحد المتهمين ممن كان على صلة بفرع التنظيم في اليمن بمبلغ 360 ألف ريال. وكشفت التحقيقات أن المتهم الآخر بعد أن تسلم الأموال طلب من الأول نحو 100 ألف ريال لشراء سفينة، لتكون وسيلة عبور ونقل وتهريب لأفراد التنظيم إلى أفغانستان من طريق البحر. وفي 25 أغسطس 2014 ، قررت المحكمة الحكم بسجن المتهمين من 9 إلى 33 عاما تشمل جميع الموقوفين في هذه القضية.


إيران تؤوي القاعدة

منذ سقوط حكم طالبان في أفغانستان عام 2001، قام قادة بارزون بتنظيم القاعدة بإدخال التنظيم إلى إيران، بعد لقاء سري جمع المسؤول الشرعي في التنظيم بمسؤولين عن المخابرات الإيرانية. وعقد اتفاق ينص على عدم تعرض تنظيم القاعدة للمصالح الإيرانية، وأن تتولى أجهزة أمنية في إيران ومنها فيلق القدس، متابعة شؤونهم وتوفير الرعاية لهم. وتم جلب عدد من قادة التنظيم وعائلاتهم واستقروا في إيران.