"حارس البوابة" من النظريات العلمية للإعلام، وتتلخص في الشخص الذي يعمل في الوسيلة الإعلامية، إذ يقرر نشر المادة الصحفية من عدمها كذلك التعديل عليها أو الحذف منها وفق معايير مهنية وأخرى مختلفة من الناحية السياسية والاجتماعية والشخصية.

هذا الكلام لا يذكره إلا أساتذة الإعلام في الجامعات ويطبقها من يعمل في المؤسسات الإعلامية، أما من عشق الإعلام ويمتلك الحد الأدنى من المعرفة في التقنيات الحديثة المرتبطة بالهواتف الذكية فلا تعنيه تلك النظريات ولا تعيق أفقه تماما.

صحافة الموبايل بدأت في التطور بعد أن كانت مقتصرة على الرسائل النصية لتكون في الوقت الحاضر قناة مستقلة، بتحرير النصوص والصور والفيديو في جهاز واحد مع تسويق المنتج عبر تطبيقات في الجهاز ذاته أيضا.

الشكل التقليدي أو الشعبي لصحافة الموبايل نلاحظه في حياتنا اليومية عبر المقاطع التي تردنا في تطبيقي الواتساب والانستقرام، إذ تتلخص المقاطع عادة في الفعل وردة الفعل من وجهة نظر القائم بالعمل الذي يحدد مسبقا الحدث والنتيجة بالرضا أو السخط، وعادة ما تتمحور جميعها في الجانب الكوميدي.

لكن الوجه الحقيقي لصحافة الموبايل هو الإنتاج الحقيقي للمادة الصحفية كالتغطيات أو سرد القصص الميدانية مع تطبيق بعض المعايير المهنية كآلية الإمساك بالهاتف ووضعه في حالة الطيران أثناء التصوير، وغير ذلك من الإجراءات التي من شأنها تقديم منتج احترافي يماثل الوسائل الإعلامية.

صحافة الموبايل لن تتمثل وتزدهر إلا من خلال الشغف بها وأدواتها، والعمل وفق الأخلاقيات العامة للمجتمع بتناول قضاياه وتقدير الخصوصية، وهذا دور حارس البوابة المستقل.