استبشرت الأوساط الرياضية بخطوة انتخاب رئيس لاتحاد الكرة السعودي في خطوة اعتبرها البعض تاريخية في مسيرة كرة القدم السعودية فكان أن تنافس مرشحان ورجحت كفة أحمد عيد على منافسه خالد المعمر بفارق ضئيل جداً، إلا أن ما تلا ذلك من مواقف وتجاوزات وضعف في أداء اتحاد الكرة جعل البعض يتساءل هل كانت الانتخابات خطوة مستعجلة ولم نحسن فهمها؟ أم أن الخطأ كان في المرشح الفائز وما يمتلكه من إمكانات وقدرات إدارية؟

للأسف إن الحقيقة من وجهة نظري قد تجمع بين الأمرين ولكن تغلبت الثانية على الأولى بوضوح، فأحمد عيد وهو الرياضي المخضرم والشخصية المحترمة إلا أن أسلوب إدارته يغلب عليه محاولات عدم الاصطدام بالآخرين والتغاضي عن كثير من السلبيات مما شجع منتقديه أن يتزايدوا في الظهور وتوجيه الانتقادات القاسية بحقه ومجلس إدارته ولجانه المختلفة.

ولم يقتصر الضرر على الأندية فحسب بل تجاوزه ليصل إلى المنتخب السعودي، والذي تعرض لكثير من الإهمال من اتحاد الكرة حين قصروا في تنحية الإسباني "لوبيز كارو" بعد أن منح فرصا عديدة ولم يقدم ما يشفع له بالبقاء وكان من نتائج ذلك خسارة كأس خليجي 22 في الرياض وقبيل انطلاق كأس آسيا  يناير2015 تم الاستنجاد بالروماني "كوزمين" بعد وساطات وشفاعات لاستعارته من الأهلي الإماراتي وكما تعلمون أننا خرجنا من الدور الأول.

وحتى اليوم لم يستطع اتحاد الكرة أن يتعاقد مع جهاز فني خبير لتولي إدارة الدفة الفنية للمنتخب السعودي، الذي سيبدأ في يوم 11 يونيو الجاري أولى مبارياته في تصفيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 بل استعان بخدمات المدرب الوطني فيصل البدين وهو الذي لم يسبق له أن درب حتى ناديا في دوري جميل.

أخطاء عديدة ومستمرة تحدث من هذا الاتحاد بعضها يدل على ضعف في قدرات وإمكانات الكفاءات التي تعمل داخل أروقة هذا الاتحاد كما هو الحال في ترجمة خطاب الاتحاد الآسيوي الخاص بإيقاف لاعب النصر "فابيان"، أو أخطاء تدل على عدم تقدير هذا الاتحاد وممثليه لقيمة البطولات التي تنظم تحت مظلته كما حدث في إرسال ميداليات المركز الثاني لنادي الهلال بصفته وصيف بطل كأس الأمير فيصل بن فهد حيث أرسلت الميداليات للنادي داخل كراتين بالية خط عليها اسم البطولة والمرسل إليه.

ومع تمسك هذا الاتحاد بالبقاء واستكمال مدته النظامية وعدم انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، فإن الوضع القاتم سيستمر حتى يقضي الله أمر خير للكرة السعودية.

مدارج أخيرة:

تجاوز الهلال كل ظروفه القاسية غير المسبوقة في موسم استثنائي مضطرب لعشاق الزعيم وتأهل لربع النهائي الآسيوي، لكن العمل المقبل المطلوب كبير جداً حتى يعود الهلال زعيماً لآسيا.

تزكية أعضاء شرف الهلال الأمير نواف بن سعد رئيساً للهلال لا يعني أن يترك وحيدا دون أن يدعم مادياً ومعنوياً وحضورا فاعلاً ودفاعاً عن مصالح الكيان الهلالي.

خروج الأهلي من دوري أبطال آسيا كان مفاجأة غير متوقعة لمنافسيه قبل محبيه، لكنها كرة القدم قد لا تنصف دائماً الأفضل.

كما كان متوقعاً انتصر العجوز السويسري "جوزيف بلاتر" على منافسه الأمير علي بن الحسين وجدد رئاسته للفيفا لأربع سنوات جديدة.