أدت غارات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين المسنودين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلى مصرع عشرات الانقلابيين وإصابة المئات، في الغارات وصفت بأنها الأعنف منذ بدء شهر رمضان الجاري. وأشار شهود عيان من عدة مدن داخل اليمن إلى أن أعمدة الدخان ارتفعت عالية فوق الأماكن التي استهدفها القصف، كما سمع دوي انفجارات ضخمة استمر لوقت طويل بعد انتهاء الغارات، ما يزيد احتمال أن تكون تستخدم كمخازن للأسلحة.

وعلى صعيد المعارك الميدانية التي تدور بين مقاتلي المقاومة الشعبية وميليشيات الانقلابيين في عدد من المدن، فأكدت مصادر مطلعة سقوط عشرات القتلى من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صالح، في القصف والاشتباكات التي دارت في مناطق ومدن عدة.

ففي محافظة الضالع، جنوب البلاد، أكدت مصادر مطلعة ارتفاع عدد القتلى من المدنيين والمقاومة الشعبية إلى 12 جراء قصف الحوثيين والقوات الموالية لهم، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 20.

وفي تعز، أفادت مصادر ميدانية بمقتل 14 حوثيا وأسر 12 آخرين في اشتباكات مع المقاومة على جبهة كلابة مع الاستيلاء على أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم خلال الاشتباكات. كما لقي مدنيان مصرعهما وجرح 24 في قصف عشوائي من ميليشيا الحوثي وصالح على أحياء مدينة تعز. حيث تعرضت أحياء الروضة والشمّاسي لقصف عنيف بقذائف الدبابات ومدافع الهاون. وقال مصدر طبي إن القذائف أصابت سكن الأطباء بمستشفى الثورة الحكومي وسط المدينة.

وفي عدن، ذكر مسؤولون أن أربعة مدنيين لقوا مصرعهم، بينهم امرأتان، خلال اشتباكات كثيفة بين الحوثيين وقوات المقاومة في المدينة. وقالت مصادر ميدانية إن عناصر المقاومة الشعبية تصدت لهجوم ميليشيا التمرد في منطقة جعولة خلال المعارك الدائرة شمال مدينة عدن سقط فيها عدد من الضحايا في صفوف الجانبين.

استهداف التمرد للمدنيين

وفي محافظة أبين، تواصلت الاشتباكات لليوم الثالث بين المقاومة الشعبية والمتمردين في منطقة عكد، حيث يتركز الحوثيون في جبل الحمراء، فيما تواصل المقاومة دفاعها عن جبال منطقة عكد.

وفي محافظة البيضاء، وسط اليمن، شنت ميليشيات الانقلابيين قصفا عنيفا على قرية الزوب، بعد أن سيطرت عليها المقاومة، ما أجبر السكان على النزوح بعد تهدم منازلهم.

أما على صعيد مدينة تعز، فشهدت عملية نوعية نفذتها عناصر المقاومة الشعبية ضد ميليشيا الإرهابيين وأدت إلى مقتل وإصابة 18 متمردا وأسر 7 آخرين، إضافة إلى استيلائها على كمية من الأسلحة، والمعدات فيما حلّق طيران التحالف في سماء مدينة تعز.

وفي محافظة شبوة قتل وجرح عدد من ميليشيا الحوثي وصالح في هجوم للمقاومة الشعبية استهدف مقر اللواء 19 حرس جمهوري في بيحان لتتواصل عمليات المقاومة لاستعادة المواقع التي سيطر عليها المتمردون. كما دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي الحراك الجنوبي والحوثيين، استعملت فيها الأسلحة الثقيلة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

وفي العاصمة صنعاء، قتل ضابط في الجيش الموالي للمخلوع أثناء قيامه بحراسة وكالة الأنباء اليمينة "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون منذ فبراير الماضي، جراء انفجار عبوة ناسفة وضعت في بوابة الوكالة.

كما دارت اشتباكات عنيفة، سقط خلالها عدد من عناصر الحوثيين وميليشيات صالح، فيما قتل ثلاثة من مسلحي المقاومة الشعبية وأصيب عدد آخر. وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية تمكنها من أسر تسعة عناصر من ميليشيات الحوثي.

استبسال الثوار

وعلى صعيد محافظة مأرب، حاولت ميليشيات الحوثي وصالح التسلل من منطقة المشجح إلى مواقع بالقرب من منطقة نخلا، وتصدت لهم المقاومة الشعبية التي تتمركز فيها منذ أشهر وتمكنت من دحرهم.

إلى ذلك، كشفت تقارير إخبارية أن المتمردين الحوثيين يواجهون أزمة حادّة في تجنيد مقاتلين إلى صفوفهم، لتعويض الخسائر البشرية الكبيرة في صفوفهم، ولمواجهة تناقص مقاتليها بسبب النزيف الحاد الناجم عن فرار الآلاف من الشبان الذين لا ينتمون لهم مذهبيا أو سياسيا، وكانوا يقاتلون إلى جانبهم مقابل أجور، وبعضهم من المهاجرين القادمين من بلدان أفريقية. وأضافت التقارير أن تناقص الموارد المالية للحوثيين حدث بفعل طول الحرب وكثرة كلفتها وتأخر الدعم المالي الإيراني، ما جعل الجماعة المتمردة تعجز عن دفع مستحقات كثير من هؤلاء المقاتلين.

وأرجعت المصادر أن المقاتلين باتوا يشعرون أن الجماعة تضحي بهم عبر الزج بالعشرات منهم في الصفوف الأولى خلال معارك أشبه بالانتحارية عند محاولة اختراق مواقع محصّنة للمقاومة اليمنية في محاولة للتأثير بدفاعاتها. ولم تنف المصادر وجود متعاطفين كانوا يقاتلون إلى جانب الحوثيين، إلا أنها أكدت تناقص أعدادهم بفعل الضرر الذي لحق بصورة المتمردين جراء تعرضهم للمدنيين، خصوصا القصف العشوائي لأحياء مأهولة بالسكان. ونقلت عن أحد الفارين من القتال في عدن بجنوب البلاد قوله إن ما شجّعه على اتخاذ قراره ما رآه من ظلم شديد من قبل الحوثيين في توزيع المساعدات التي وصلت من الخارج بحسب الولاء للجماعة وصولا إلى الانتماء الطائفي لطالبي المساعدة.

عشوائية الرد

في غضون ذلك، واصلت طائرات التحالف غاراتها المشددة على مواقع المتمردين، حيث قصفت مواقعهم في سبع محافظات، هي صعدة وحجة والحديدة والبيضاء والضالع ولحج وعدن، في يوم وصف بأنه الأعنف منذ بدء شهر رمضان. وأدت الغارة التي شنتها طائرات التحالف على مدينة صعدة إلى مقتل القيادي الحوثي عبدالله الحميضة وعدد من مرافقيه.

وفي صعدة، التي تعد المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين استهدفت المقاتلات مواقع الانقلابيين، وأكدت مصادر محلية أن دوي انفجارات ضخمة سمع في محيط المكان. كما انطلقت المضادات الأرضية بشكل كثيف، ما أثار ذعر المواطنين الذين باتوا يخشون هذه المضادات العشوائية التي تسببت في مقتل المئات منهم، بسبب انفجارها بمجرد ارتطامها بالأرض.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين إن تسعة قتلى وخمسة جرحى سقطوا في الغارات على محافظة صعدة، موضحة أن القصف شمل منطقتي "بركان" و"عرابة" بمديرية رازح. بينما أكد شهود عيان أن قتلى الغارة الأخيرة بلغ أكثر من 38 قتيلا وعشرات الجرحى.

وأضافت الوكالة أن طيران التحالف دمر مدرسة "السلام" في منطقة "فوط" بمديرية "حيدان" بصعدة، وكانت قوات التمرد اتخذتها قاعدة عسكرية لها. كما أطلقت مروحيات الأباتشي عددا من الصواريخ على منطقة "الحصامة" في المديرية ذاتها.

وفي مدينة عدن، أكد شهود عيان أن نحو 18 من المسلحين الحوثيين على الأقل قُتلوا في غارتين جويتين لمقاتلات التحالف استهدفتا مقر غرفة العمليات في محكمة صيرة بالعاصمة.

غارات مكثفة

وفي لحج، شمال اليمن، استهدفت غارات التحالف مقر اللواء 25 التابع لقوات الحرس الجمهوري، وغارات أخرى استهدفت تجمعات للحوثيين في المحافظة.

وكذلك أغارت طائرات التحالف فجر أمس على مواقع لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في مناطق متفرقة بمحافظة شبوة، فيما قتل أربعة أشخاص وأصيب 20 آخرون جراء سقوط قذائف الكاتيوشا على منطقة الشعب بالبريقة في عدن جنوب البلاد. وقال شهود عيان إن ثماني غارات استهدفت محور مدينة عتق اللواء 21 ميكا وتجمعات السودا غرب المدينة، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة وشوهدت سحب الدخان تتصاعد من مناطق متفرقة نتيجة القصف.

وفي محافظة حجة، قصف طيران التحالف مواقع الانقلابيين في منطقة "حرض"، كما استهدف رتلا عسكريا تابعا لهم في منطقة نخيلة بمحافظة لحج. كما شن التحالف عدة غارات جوية على مواقع التمرد في محافظة البيضاء وسط اليمن.

وتأتي الغارات متزامنة مع مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح في جبهة المشجح بمحافظة مأرب




.. والمقاومة تتأهب لتدشين لواءين عسكريين لتحرير عدن


بدأت المقاومة الشعبية في انتهاج استراتيجية عسكرية جديدة، تقوم على أساس تنفيذ هجمات مباغتة على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح، إضافة إلى الاعتماد على أساليب الكمائن العسكرية، للاستفادة من المعرفة التامة بجغرافية وتضاريس المناطق التي توجد فيها المقاومة. وبدأ العمل بهذا التكتيك ومحافظة ذمار، عبر عمليات مباغتة ومتفرقة على مواقع ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح. ونجحت هذه الهجمات في تحقيق أهدافها، دون وقوع خسائر تذكر، الأمر الذي شجع عناصر المقاومة الشعبية في باقي المحافظات اليمنية على انتهاج الأسلوب نفسه، لينتقل سريعا إلى محافظة تهامة وحجة والحديدة.

وبالتزامن مع ذلك أفادت مصادر عسكرية مطلعة بأن هناك خطة عسكرية يجري التحضير لها، تقوم على الإعداد لتدريب لواءين عسكريين لاقتحام محافظة عدن، فيما تم الانتهاء من تجهيز قوة عسكرية يقودها اللواء أحمد المقدشي ويترأس أركانها العقيد هاشم الأخضر.

وأضافت المصادر أن هذه القوة تلقت تدريبها في منطقة صحراء العبر بين مأرب وحضرموت، ومن المقرر أن تنخرط في القتال مع المقاومة الشعبية في مأرب ومنها إلى الجوف.

وعكست تلك التطورات الأمنية واقعا لافتا في تزايد وتيرة هجمات المقاومة ضد الحوثيين وصالح في محافظات إقليم آزال التي تضم كلا من ذمار وصنعاء ما يوحي بتغير مهم وجذري في الخارطة الأمنية كون تلك الجبهة تعدّ معقل المتمردين الحوثيين.

في غضون ذلك، هز انفجار عنيف ليل أمس مدينة إب، مستهدفا منزل قيادي بالجماعة المتمردة. وأكدت مصادر محلية سماع دوي انفجار عنيف هز عدة أحياء وسط المدينة، قرب الصالة الرياضية المغلقة. وأفادت المصادر ذاتها بأن التفجير استهدف منزل المدير العام لمديرية الظهار وليد القيسي، وهو نجل محافظ محافظة حجة علي القيسي.

المصادر قالت إن التفجير نجم عنه سقوط ضحايا لكنها لم تشر إلى أي إحصاء، واكتفت بالقول إن عددا من قيادات الميليشيات كانوا موجودين بالمنزل المستهدف، من بينهم القيادي البارز بالجماعة الإرهابية، فضل المطاع الذي تم تكليفه ضمن آخرين بإدارة شؤون محافظة إب من قبل المتمردين وهو أحد أبناء محافظة ذمار.بدأت المقاومة الشعبية في انتهاج استراتيجية عسكرية جديدة، تقوم على أساس تنفيذ هجمات مباغتة على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح، إضافة إلى الاعتماد على أساليب الكمائن العسكرية، للاستفادة من المعرفة التامة بجغرافية وتضاريس المناطق التي توجد فيها المقاومة. وبدأ العمل بهذا التكتيك  ومحافظة ذمار، عبر عمليات مباغتة ومتفرقة على مواقع ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح. ونجحت هذه الهجمات في تحقيق أهدافها، دون وقوع خسائر تذكر، الأمر الذي شجع عناصر المقاومة الشعبية في باقي المحافظات اليمنية على انتهاج الأسلوب نفسه، لينتقل سريعا إلى محافظة تهامة وحجة والحديدة.

وبالتزامن مع ذلك أفادت مصادر عسكرية مطلعة بأن هناك خطة عسكرية يجري التحضير لها، تقوم على الإعداد لتدريب لواءين عسكريين لاقتحام محافظة عدن، فيما تم الانتهاء من تجهيز قوة عسكرية يقودها اللواء أحمد المقدشي ويترأس أركانها العقيد هاشم الأخضر.

وأضافت المصادر أن هذه القوة تلقت تدريبها في منطقة صحراء العبر بين مأرب وحضرموت، ومن المقرر أن تنخرط في القتال مع المقاومة الشعبية في مأرب ومنها إلى الجوف.

وعكست تلك التطورات الأمنية واقعا لافتا في تزايد وتيرة هجمات المقاومة ضد الحوثيين وصالح في محافظات إقليم آزال التي تضم كلا من ذمار وصنعاء ما يوحي بتغير مهم وجذري في الخارطة الأمنية كون تلك الجبهة تعدّ معقل المتمردين الحوثيين.

في غضون ذلك، هز انفجار عنيف ليل أمس مدينة إب، مستهدفا منزل قيادي بالجماعة المتمردة. وأكدت مصادر محلية سماع دوي انفجار عنيف هز عدة أحياء وسط المدينة، قرب الصالة الرياضية المغلقة. وأفادت المصادر ذاتها  بأن التفجير استهدف منزل المدير العام لمديرية الظهار وليد القيسي، وهو نجل محافظ محافظة حجة علي القيسي.

المصادر قالت إن التفجير نجم عنه سقوط ضحايا لكنها لم تشر إلى أي إحصاء، واكتفت بالقول إن عددا من قيادات الميليشيات كانوا موجودين بالمنزل المستهدف، من بينهم القيادي البارز بالجماعة الإرهابية، فضل المطاع الذي تم تكليفه ضمن آخرين بإدارة شؤون محافظة إب من قبل المتمردين وهو أحد أبناء محافظة ذمار.