يحرص إمام وخطيب جامع الرصعة في محافظة رجال ألمع الشيخ محمد بن أحمد الزيداني على تلاوته للقرآن الكريم بقراءة تخلو من التقليد لبعض القراء والتصنع في نطق الحروف، حيث يتلو القرآن بلحن طبيعي نابع من أصالة اللسان العربي المبين، ما كان وراء زيادة تزاحم المصلين في الجامع.

وأجمع عدد من المصلين على حرصهم على أداء صلاة التراويح في هذا الجامع، وبين أحمد الدارقي بأنه يأتي من مسافة 25 كيلومترا حرصا منه على أداء صلاة التراويح مع الإمام الذي وصفه بالتميز وحسن القراءة، واتفق معه محمد إبراهيم، وعيسى زايد، وخالد يحيى، في حين بين إمام وخطيب جامع "الرصعة" بأن تلاوة القرآن دون تصنع أو تكلف من أسباب جذب المصلين، -ولا يزكي قراءته – كما يقول، وأضاف بأنه منذ 19عاما يعمل إماما وخطيبا لهذا الجامع، مؤكدا أن حسن الصوت هبة من الله عز وجل، وله أثره وسحره العجيب في فتح أقفال القلوب وربطها بعلام الغيوب، مستشهدا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما استمع إلى أبي موسى رضي الله عنه وهو يقرأ القرآن، وطرب لجمال صوته، وقال له: لقد أوتيت مزمارا من مزامير داود. وأشار الزيداني إلى أنه لا يدعي أنه ذو صوت يأخذ الألباب، ولا ينكر فضل الكريم الوهاب، وهنيئا لإمام أبكى من خشية الله عين مأموم، مشيرا إلى أن بعض المصلين في يوم الجمعة يأتون من مدينة أبها لحضور الخطبة، وهناك من يأتي من محايل عسير لصلاة التراويح.

وطالب الزيداني الأئمة بتجنب التقليد لكونه تقييدا لجمال الصوت، وقتلا لخاصية الطبيعة، وتذويبا للشخصية، فالإمام مطالب بصحة التلاوة والتجويد، وليس مطالبا بالتكلف والتقليد.

وأثنى الشيخ الزيداني على المأمومين الذين يتمنون أن يكون من أئمة الحرم المكي أو النبوي بقوله: جزى الله خيرا كل من ظن بي خيرا، والإمامة في المسجد الحرام أو المسجد النبوي ذات مكانة أعلى علوا وأسمى سموا، مبينا بأنه في مستهل عام 1435 زار محافظة رجال ألمع رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور الشيخ عبداللطيف آل الشيخ آنذاك، وحضر خطبة وصلاة الجمعة، ثم قام بزيارته في منزله يرافقه جمع من رجالات الهيئة والدعاة وفي مقدمتهم مدير فرع الهيئة في منطقة عسير الشيخ عامر العامر، وكان مما قاله تعليقا على الخطبة والصلاة: لو كان لي من الأمر شيء فأنت تستحق أن تكون إماما في المسجد الحرام. وبين الزيداني أن تخصصه في اللغة العربية زاد من تقييم اللسان.