المتتبع لسيرة الإعلامي المخضرم بدر كريَم الذي شيع جثمانه أمس في الرياض، يلحظ أن العمل بلا توقف هو منهجه، وأن الطموح لا حدود له، فقد نال درجة الدكتوراه في الإعلام وهو في السبعين من عمره، وقبلها بعشرين عاما حصل على درجة الماجستير في علم الاجتماع، بل كان ينوي إكمال دراسته الجامعية وهو آنذاك المدير العام للإذاعة السعودية في أوائل الثمانينات الميلادية.

يقول الدكتور بدر كريَم رحمه الله في الجزء الأول من كتابه "أتذكر"، "من يعمل في الإعلام يفرح بالتقاعد"، فهو نفسه أقام وليمة بمناسبة تقاعده من منصب المدير العام لوكالة الأنباء السعودية عام 1418 على خلاف العرف السائد، وعندما سُئل عن ذلك أجاب أنه انتقل من "دوامة إلى دوام" ولكن في المنزل، حيث الاعتكاف على تأليف الكتب والتحضير لدراسة الدكتوراه.

في منزله هيأ صومعة فكرية ينام فيها ويعمل ولا يدلف إليها إلا المقربون، إذ يبدأ يومه في تمام الساعة الثالثة فجرا بروحانيات ومطالعات للصحف، وبعدها يعمل للكلمة والقلم، لأنه لم يتعامل مع التقنية قط، حتى حدت ظروف تقدم العمر وأمراض العصر من نشاطه وأعماله بوصفها القاهر الوحيد لأفقه وتطلعاته.

الإعلامي المرافق للملك فيصل بن عبدالعزيز، والمدير العام لوكالة الأبناء السعودية وعضو مجلس الشورى والصوت الإذاعي الأشهر مات دون تكريم، مات دون سؤال الناس إلحافا، مات دون صفحة "ويكيبيديا" تشهد سيرة النجم الذي أفل!