لم يكن غريبا أن يتكدس المسافرون في أحد أكبر مطاراتنا يوم العيد أو في الإجازات؛ لأنه أمر متوقع لكثرة السوابق، ولأن المواطن مقتنع بأن بعض مؤسسات الدولة لا تتعلم من أخطائها، بل تقع في الحفرة ذاتها.. لكن الغريب في موضوع تكدس المسافرين في مطار الملك خالد أن هيئة الطيران المدني تجرأت وأعلنت عبر "تويتر" أن السبب يعود إلى عطل في شبكة نقل المعلومات التابعة لشركة الاتصالات السعودية..!

فنفت شركة الاتصالات مسؤوليتها عن العطل وأكدت سلامة جميع الوصلات والدوائر، مضيفة أن الموقع مخدوم بدوائر احتياطية، والأغرب أن بيان شركة الاتصالات السعودية لم يكن موجها لهيئة الطيران المدني رغم أنه ينفي "تغريدتها"، بل كان موجها للعملاء، وأشارت الشركة إلى أنها ترغب عبر البيان نفي ما تم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتقليدي من مسؤوليتها عن العطل، وتهيب بوسائل الإعلام إلى التواصل معها عبر قنواتها الرسمية للتأكد من المعلومات الصحيحة تلافيا لبث أخبار مغلوطة.. ولم تشر إلى من أصدر الأخبار المغلوطة وهي "هيئة الطيران المدني"، ولم تطالبها بالتثبت قبل بث الأخبار..!

إلا أن هيئة الطيران المدني أنّبها ضميرها، وأحست أنها تجنت على شركة الاتصالات السعودية فأصدرت بيانا توضيحيا بعد بيان الاتصالات بـ8 ساعات، نفت فيه مسؤولية شركة الاتصالات عن العطل الذي تسبب بتكدس المسافرين في مطار الملك خالد الدولي، وأثر على مغادرة 12 رحلة دولية، وقال البيان إنه وردت معلومات مغلوطة عن أن سبب العطل هو شبكة نقل المعلومات التابعة لشركة الاتصالات السعودية والواقع أنه ليس لـ"الاتصالات" أي ذنب أو مسؤولية في حدوث المشكلة..!

هيئة الطيران المدني سارعت بعد بيانها التوضيحي الغامض إلى حذف التغريدة التي تحمل شركة الاتصالات مسؤولية العطل، وحتى هذه اللحظة لم تكشف عن سبب العطل ولم تعتذر للمسافرين الذين آذتهم، ولم تعتذر لـ"الوطن" الذي شوهت صورته عدة مرات..!

يبدو أن هيئة الطيران المدني لا تقيم وزنا لعملائها، وليتها تتعلم من شركة الاتصالات السعودية التي كان همها أن يقتنع العملاء بعدم مسؤوليتها عن العطل..!

(بين قوسين)

منذ سنوات ومطارات المناطق الشمالية تعاني قلة الرحلات وعدم توفر المقاعد، فإن كانت هيئة الطيران المدني تعلم ولم تبادر لحلها فتلك مصيبة، وإن كانت "الهيئة" لا تعلم فالمصيبة أعظم..!