63 ألف مقعد للبكالوريوس شاغر في الجامعات السعودية للعام الجديد، حسب موقع وزارة التعليم!

الرقم ضخم، ويعني أن الجامعات قادرة على استيعاب آلاف الطلاب أيضاً، ومع ذلك نسمع شكاوى عن القبول بالجامعات.. وهذا موال موسمي يتكرر دون أن تتعلم الجامعات من أخطائها!

حديث الشارع، هو عن وفاة مواطنة بعد عدم قبول ابنتها في تخصص الطب بجامعة تبوك، رغم أنها كانت تحلم بذلك وعملت لتحقيقه فتفوقت ابنتها في الثانوية بنسبة 99.85% والقدرات 82 والتحصيلي 88 ونسبتها الموزونة 91.54%، ما يعني أنها تستحق أن تدرس الطب!

جامعة تبوك نفت أن تكون وفاة المواطنة في حرم الجامعة لها علاقة بقبول أبنائها في تخصصات غير التي يريدونها، مؤكدةً أن أبناءها قبلوا على رغباتهم الأولى!

وبغض النظر عن الصادق، لكن أليس من المفترض أن تبحث الجامعة عن المتفوقين من المتقدمين حسب بيانات تسجيلهم وتحثهم على التخصصات التي تناسب قدراتهم، وإذا كانت المتقدمة أخطأت أليس من السهل مساعدتها في تصحيح الخطأ خاصة أن الشروط تنطبق عليها؟!

بعيداً عن القضية وقريبا منها.. تخيل لو أن جامعاتنا تسعى لخدمة الطالب ومساعدته في القبول ثم الدراسة وحتى التخرج.. تخيل لو أن أي طالب يستطيع مقابلة أي مسؤول بالجامعة ليحل مشكلته أو يسمع منه.. تخيل لو أن الطلاب لا يشتكون من عدم تحقيق رغباتهم في القبول سنوياً.. تخيل لو أن مسؤولي الجامعات يصححون أخطاء الطلاب ولا يبحثون عنها ليحرموهم رغباتهم بالنظام.. تخيل لو أن الجامعات وفرت لطلابها وطالباتها قاعات دراسية ومعامل ومرافق علمية تخدمهم.. تخيل لو أن الإرشاد الأكاديمي في الجامعات يفعل.. تخيل لو أن الجامعات تستقطب المتفوقين من أصحاب الشهادات العليا والمبتعثين كما تستقطب الوافدين.. تخيل لو أن الجامعات لم تكن سببا في البطالة بعدم إدراكها لحاجة سوق العمل وضخها لتخصصات لا تفيد البلد.. تخيل لو أن الجامعات أصبحت مصانع وطنية تنتج الكوادر البشرية.. تخيل لو أن الصحافة لم تجد سلبية تكتبها عن الجامعات.. تخيل لو أن كل هذه التخيلات حقيقة!

(بين قوسين)

يبدو أن وزارة التعليم لا علاقة لها بالجامعات، ربما هي وزارة المدارس فقط!