"قررت أن أتبنى نمط الحياة الذي طالما تمنيته، وهو السفر وتعلّم اللغات" هكذا يقول "البراء العوهلي"، الذي لم يكتف بالتمني بل حمل حقيبته وانطلق مغامرا.

شغِف "البراء" بالسفر منذ سنوات، وعندما أتيحت له فرصة العمل خارج المملكة لم يتردد، إذ إنها مدخل لاكتشاف الجديد واختبار ثقافات مختلفة، لم يتوقف عند حدود وظيفته خارج الحدود؛ إذ إنه وخلال فترة عمله كان يقتنص أي فرصة للترحال، والمثير أنه استطاع زيارة أماكن كثيرة وبتكلفة منخفضة!

كيف ذلك؟ كان يعتمد على أسلوب التجوال الحر والسكن المشترك، سواء في مهاجع الشباب الرخيصة أو حتى استئجار غرفة أو سرير من السكان المحليين، مما مكّنه من تحقيق عدة أهداف في آن واحد، فالتكلفة منخفضة، كما أنها فرصة للاحتكاك المباشر بالمحليين، وإدراك الثقافة والموروث الشعبي دون حواجز. وكان –أيضا- يعتمد على وسائل النقل العام، بيد أنه وسيلته الأهم كانت "قدميه"، فالبراء يكاد يكون عداءً محترفا، لا يتنازل عن حصة ركضه اليومية، وبالطبع لا يوجد أفضل من التجوال الراجل حتى تتعرف على محيطك.

العجيب أنه نحت مؤخرا مصطلحا جديدا لأسلوب تنقله: "Vagobonding" الذي التقطه من كلمة ذات أصل لاتيني وردت في إحدى الروايات اليابانية الكلاسيكية، وتعني الشخص المتنقل من مكان إلى آخر دون عمل أو منزل! إذ أعجب بالمصطلح وارتباطه بشخصية بطل القصة، الذي اختيار الترحال والتعلم أسلوب حياة، هنا قرر "البراء" وقبل شهرين أن يجرّب "الفوقابوندينق" هذا لفترة قصيرة خلال الإجازة الصيفية في أميركا، ثم بعد عودته إلى اليابان لاستكمال دراسة الماجستير، ورغم مشقة التجربة وغياب الاستقرار إلا أنه يؤكد "تعلمه الكثير وبالذات عن نفسه"، وأنه يعتزم تكرار التجربة.

شيء آخر؛ يقوم "البراء" بتوثيق تفاصيل حياته وخطوات رحلاته بشكل دقيق جدا، ومشاركتنا إياها في وسائط الاتصال الاجتماعي! وهو ما سنتحدث عنه في المرة القادمة.