إنه حامل شهادة الدكتوراه السعودي "علي بن حمد آل زبارة اليامي"، الذي سبق أن رفضت تعيينه ثلاث جامعات سعودية هي على التوالي: جامعة الملك فهد للبترول، وطيبة، ونجران، ناهيك عن ضياع أوراق تقديمه في الجامعة الأم دون تفسير!

اليوم يعمل الدكتور "علي" مهندسا أعلى وقائدا تقنيا في شركة "تويتر"، رغم أن بدايته كانت بعقد عمل جزئي عام 2013، أي قبل حصوله على شهادة الدكتوراه في "أنظمة التشغيل الموزعة والهندسة السحابية"، لكنه بعد ذلك التحق رسميا؛ ليحصل على ثلاث ترقيات متتالية خلال مدة قصيرة! بسبب تفانيه في العمل، وتقديمه حلولا إلكترونية مبتكرة.

والحقيقة أن "علي" مثال واقعي من بيئتنا المحلية؛ على أن من يتبع شغفه بصدق سوف يصل إلى هدفه عاجلا أو آجلا، إذ إنه وبعد الثانوية العامة التحق بكلية الطب بجامعة الملك سعود، ولكنه بعد أربع سنوات تأكد أن الطب ليس شغفه! فطفق يعمل على إطلاق الموقع الإلكتروني للغرفة التجارية بنجران –مسقط رأسه- ونجح في ذلك، لينتقل بالعمل في شركة استضافة، بيد أنه ترك كل شيء وراءه والتحق بأول دفعة لبرنامج الابتعاث الخارجي، وذلك لتحقيق حلمه بدراسة تقنية المعلومات، واستطاع إنهاء المراحل الثلاث: البكالوريوس والماجستير والدكتوراه بتميّز قل نظيره، وها هو اليوم يعمل في قبلة التقنية العالمية، هناك في "وادي السيليكون".

سنوات عشر مضت لم تكن سهلة على "علي"، لكن إيمانه بما يحب أن ينجزه، وصبره على عثرات الطريق؛ جعلاه عضوا مؤثرا في أحد أهم وسائط الاتصال الاجتماعي بالعالم، ما يجعل الطريق سالكة أمامه لمزيد من التطور المهني والترقي الوظيفي.

كل الشواهد تؤكد أن النجاح ليس مقتصرا على جنسية محددة، وليس على فئة دون أخرى، بل إنه نتيجة تلقائية لكل من يجتهد ويعمل نحو الهدف، وقبل ذلك لكل من يتبع "شغفه".