دفعت الأجواء المضطربة والحروب في العراق وسورية واليمن وليبيا، كثيرا من شركات الطيران إلى تعديل مسارات رحلاتها، ما يطيل المسافة التي تقطعها الطائرات في رحلاتها الدولية، إضافة إلى زيادة كمية الوقود.




أجبرت الأجواء المضطربة والحروب في بعض مناطق الشرق الأوسط شركات الطيران على تغيير مسارات رحلاتها خاصة التي تمر عبر أجواء العراق وسورية واليمن وليبيا، ما يزيد من المسافة التي تقطعها الطائرات في رحلاتها الدولية، إضافة إلى زيادة كمية الوقود اللازم للرحلة من أجل سلامة الطائرات المدنية وركابها.

وأكد مساعد المدير العام للعلاقات العامة المتحدث الرسمي للخطوط الجوية العربية السعودية عبدالرحمن الفهد لـ "الوطن" أن الخطوط السعودية لا تستخدم في رحلاتها الدولية الممرات التي تمر فوق العراق وسورية، وأن العمليات الجوية ممثلة بإدارة السلامة تجري تقييم على مدار الساعة لجميع الممرات الجوية، وتصدر تعليماتها النافذة لتجنب الطيران من خلالها، علما بأن ذلك يزيد من تكلفة الطيران فيما يتعلق بمدة الرحلة وكمية الوقود اللازم للرحلة، ولكن سلامة الركاب والطائرة تأتي في المقام الأول.

حظر أربع دول


وجاء هذا التوضيح بعد ما ذكرت تقارير صادرة من" IATA" الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أنه يوجد حاليا أربع دول في منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة من الاضطرابات الأمنية، ولها تأثير كبير على حركات الطيران في المنطقة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب و هي ليبيا وسورية والعراق واليمن، وأنه يجب الحذر في حال استخدام سمائها في الطيران.

من جهته، أكد مصدر مسؤول في هيئة الطيران المدني السعودي، أن الهيئة مسؤولة عن الأجواء داخل المملكة، وكذلك كل هيئة للطيران المدني مسؤولة في كل بلد وهي تحدد "روتر" وهو المسار لكل طائرة، مشيرا إلى أن العادة في المناطق المضطربة أو تلك التي تشهد حروبا أن تبتعد شركات الطيران عن أجوائها وتستبدل بـ "روتر" آخر آمن لسلامة الطائرة وركابها.

خريطة مسار الرحلة


وأضاف المصدر أن هيئات الطيران المدني في العالم تنضوي تحت "الإيكاو" ومقرها في مونتريال بكندا وهي الجهة المشرعة لأنظمة الطيران وينظم لها 191 هيئة للطيران المدني، فيما تنضوي شركات الطيران تحت مظلة "الإياتا"، مشيرا إلى أن شركات الطيران تزود طياريها بـ"فلايت بلان" وهي خريطة لمسار الرحلة.

من جهته، أوضح الخبير في خدمات النقل الجوي الدكتور محسن النجار لـ"الوطن"، أن نظام منظمة الطيران المدني الدولي ICAO يفرض على كل طائرة مدنية أن تبين خطة رحلتها لسلطة الطيران المدني المختصة وتبين فيها مسار الرحلة والوقت وكل التفاصيل المتعلقة بالرحلة.

مناطق محظورة


وأشار إلى أنه توجد مناطق محظور الطيران فوقها بشكل دائم في جميع أنحاء العالم وهي مبينة على الخرائط الملاحية التي بحوزة الطيارين مثل قواعد الصواريخ ومحطات الطاقة النووية وأحيانا القصور الرئاسية وميادين تدريبات ضرب النار ومناطق تجارب الصواريخ وقواعد الأسلحة النووية، وما قد تراه كل دولة حسب سياستها في تحديد المناطق المحظور الطيران فوقها بصفة دائمة. وأضاف أن هناك مناطق محظور الطيران فوقها بشكل مؤقت، وتصدر سلطة الطيران المدني المختصة في الدولة ما يعرف عالميا بإعلان الطيارين NOTAM ويتم إبلاغه لجميع دول العالم، ويتم تحديد شكل المنع المؤقت ومنها المنع المستمر حتى صدور إعلان برفع المنع أو المنع من تاريخ محدد حتى تاريخ محدد أو المنع من ساعة محددة حتى ساعة محددة، وهناك منع من الطيران أقل من ارتفاع معين و تختلف أسباب المنع المؤقت، مثل أن تكون هناك عمليات حربية وعسكرية أو مناورات عسكرية، أو أن يكون المنع بقرار من مجلس الأمن الدولي، أو لوجود طائرة رئاسية في الجو محظور الاقتراب منها، أو وجود عوائق ضوئية أو إنشائية أو تغير في الطقس.

مسارات آمنة بعيدة


وأكد النجار أن العمليات العسكرية في اليمن وسوريا وحدودهما تندرج تحت عمليات الحظر المؤقت لحين إعلان آخر، ولا يمنع هذا من أن يحق لكل شركة طيران اتخاذ السياسة التي تراها إدارتها العليا مناسبة للحفاظ على سلامة ركابها وطياريها وموظفيها وطائراتها، ولهذا لها أن توقف تشغيل خطوطها إلى المطارات المجاورة لمناطق القتال حتى لو كان مصرحا الطيران إليها، أو أن تتخذ مسارات بعيدة جدا عن المناطق المحظورة حتى لو كانت هناك مسارات أقرب مسموح بها، ولها أن تعوض خسائرها من السير في تلك الخطوط الأطول التي تزيد من تكاليف التشغيل عن طريق إضافة مبالغ معينة لأسعار تذاكر السفر.