أكثر أسرار الفن العربي هي الأمور المالية.. فهي من المحرمات، فلا يمكن أن تجد منتجا فنيا عربيا يصرح بتكاليف هذا العمل أو ذاك، ولن تجد منتجا يؤكد نجاح عمله بالإيرادات المالية، ولن تجد من يعرف المقابل المادي الذي يحصل عليه نجوم الفن العربي، وكأن أهل الفن متفقون على أن هذه الأرقام أسرار؛ رغم أنها مقياس نجاح الأعمال الفنية!

دائما يتحفني صديقي بالأرقام المالية للأعمال السينمائية العالمية في التكاليف التي تكشف ضخامة الإنتاج والإيرادات التي تثبت نجاحه أو فشله، ويزودني بتقييم بعض الأفلام عبر آراء النقاد والجماهير، بينما دائما أسأله عن الأرقام ذاتها في السينما العربية، فلا يجيبني إلا بغياب "الشفافية"!

من المستحيل أن تعرف تكاليف وإيرادات فيلم محمد سعد، اللمبي الجديد "حياتي مبهدلة" الذي "بهدل السينما" بسخافة يسميها كوميديا، أو أرقام أي فيلم عربي جديد أو قديم، بينما بكل سهولة يمكن أن تجد معلومة موثقة أن السلسلة الأميركية "السرعة والغضب" في الجزء السادس كلفت أستديوهات يونيفرسال 160 مليون دولارا، وكسبت 788 مليونا، وبهذه الأرقام أدرك المنتجون أنهم أمام عمل يكسب كثيرا، فأنتجوا الجزء السابع الذي واجه كارثة وفاة البطل "بول واكر" قبل الانتهاء، وكلف 190 مليون دولار، وحقق أرباحا هي الأضخم في السلسلة، والثانية في تاريخ الأستوديو، مليار و511 مليون دولار، بينما لم يجد الجزء الجديد من سلسلة "الأربعة المذهلون" النجاح المأمول فلم يحقق إلا 143 مليون دولار بينما كلفته 120 مليون دولار في أستديوهات فوكس.

منتجو العالم العربي ونجومه يقلدون الغرب في كل شيء إلا "الشفافية"، فلا يريدونها ولا يقتربون منها.. متى يكشفون أرقامهم لنعلم الرابح والخاسر؟