بدأ موسم الحج وأعود لأكتب ما كنت أكتبه في كل عام عن التلفزيون السعودي إلى أن يتحقق ما نرجوه جميعا، فقد قلت إن جهدا عظيما وجبارا سنة بعد سنة يزداد وينضج ويتشكل ويبرز على شكل خدمات ومشروعات نوعية في جودتها وشكلها وحجمها، ودورها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن، وهي من الكثرة والتنوع والانتشار بما لا يمكن حصرها ولا ذكرها ولا نقلها، فالدولة أنفقت بسخاء منقطع النظير للتسهيل والتيسير والتوسعة على الحجاج والمعتمرين، وباتت كل بقعة في المشاعر المقدسة تعلن بشكل جلي عن إضافة جديدة تتمتع بها في كل عام، فضلا عن جهد بشري قد يكون ملموسا، وبعضه غير ملموس بشكل مباشر يبذل على مدى عام كامل؛ لينثر في المشاعر ثمار تجارب ودراسات وبحوث يعايشها الحجاج، إلا أن مثل هكذا جهد وهكذا إنجاز وهكذا تطور وهكذا نجاح، أحيانا يضيع بالكامل أو لا يظهر وفق ما يفترض ووفق ما ينبغي، عندما تغيب عنه الصورة التلفزيونية تحديدا، وعندما تعجز الكاميرا عن التقاطه، وعندما تتوه الكاميرا وسط الزحام، إما عن قلة وعي بأهمية اللقطة وزمن اللقطة، أوعند فقدان المهنية بالكامل.

ومما قلته أيضا إن عدسات تلفزيوناتنا لم تكن بمستوى ما قدمته الدولة بكافة قطاعاتها المدنية والعسكرية والتطوعية لخدمة ضيوف الرحمن، فقد ضاعت الكاميرا في يوم عرفة وفي مزدلفة وفي أول أيام الرمي، ضاعت مع أن حجم المنجز وحجم المشاهد والمواقف وحركة البشر وما يحيط بالمكان والزمان، ما يحفز ويساعد على صناعة إبداع وتميز يتمناه كل مصور مهني وكل صاحب رسالة في مثل حدث كهذا.

والواضح أن العمل التقليدي ما زال هو البطل في ساحة النقل التلفزيوني لمناسك الحج، فالجهد الإعلامي في مخرجاته لا يتناسب مع عطاء الدولة الذي بلا غرور ولا منة يحق أن يبرز ويظهر، ويحق لنا أن نفخر به.