تحقق الرئاسة العامة لرعاية الشباب في دعوى أقامها الاتحاد السعودي للرياضات الجوية ضد إدارة نادي الطيران بعد قيام الأخير بإرسال خطابات بغرض إيقاف المنتخب السعودي المشارك في بطولة العالم للرياضات الجوية بدبي 2015 التي تنظمها الاتحاد الإماراتي للرياضات الجوية، واستخدام صلاحيات خارجة عن صلاحياتهم وتم تقديم الدعوة للاتحاد السعودي للرياضات الجوية من الجانب الإماراتي للمشاركة في ألعاب البطولة (وتحتفظ الوطن بكامل المستندات).

عند علم نادي الطيران السعودي بمشاركة المنتخبات السعودية في بطولة العالم خاطب المدير التنفيذي لنادي الطيران السعودي عبدالله الجعويني رئيس الاتحاد الدولي للرياضات الجوية "FAI" طالباً منع مشاركة الرياضيين السعوديين في بطولة العالم بدبي بداعي أنهم لا ينتمون إلى نادي الطيران السعودي، وقام رئيس الاتحاد الدولي الدكتور جون بإحالة خطاب نادي الطيران السعودي إلى الاتحاد الإماراتي بحكم أنه المنظم للبطولة.

استنكر القائمون على البطولة في الاتحاد الإماراتي محاولة نادي الطيران تعطيل مشاركة المنتخبات الرسمية التي شكلها الاتحاد السعودي الرياضي الرسمي والمختص بالرياضات الجوية، ورفضوا طلب النادي بعدم السماح لمنتخبات الاتحاد السعودي للرياضات الجوية بالمشاركة في البطولة، حرصا منهم على وجود علم المملكة في هذا المحفل العالمي حتى وصلت المنتخبات السعودية إلى دبي وشاركت في البطولة العالمية. 


التأسيس

اتفق مجموعة من ملاك مدارس الطيران الخفيف والطيارون الهواة على التقدم إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتأسيس اتحاد رياضي غير ربحي متخصص يهتم بشؤونهم ويكون خادماً للرياضة والرياضيين السعوديين، وصدرت موافقة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد على تأسيس الاتحاد السعودي للرياضات الجوية برئاسة الأمير تركي بن مقرن بن عبدالعزيز، وفي فترة وجيزة تمكن الاتحاد من أن يخطو خطوات كبيرة في اتجاه خدمة الطيران والطيارين، وأقام عددا من البطولات وشكل المنتخبات الرسمية في عدد من الألعاب الجوية وشارك في بطولة العالم في دبي.


 


50 ألف متر مربع لأكاديمية صفا

منح نادي الطيران أكاديمية صفا حوالي 51 ألف متر مربع بشكل مجاني لإقامة الأكاديمية وهي مشروع ربحي، ولكي يتخرج الطالب منها بمتطلبات الطيار التجاري تكلفه حوالي 300 ألف ريال سعودي، وتجد طائرات الأكاديمية كل التسهيلات والأولويات في المطار على حساب الهواة والطيارين أصحاب الطائرات الشراعية الذين وُجد النادي أساسا وفي المقام الأول لخدمتهم، ولكن ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تماماً.


 


ناد بدون أنشطة

لم يقدم نادي الطيران السعودي أي عناية ملموسة تذكر خلال 15 سنة منذ توليه وتكليفه برعاية وتنظيم ودعم الطيران الرياضي، فعلى مدى 15 عاما لم يرع نادي الطيران أي بطولة محلية وعالمية ولم يستقطب الهواة الخبراء، ولم يعقد المؤتمرات والندوات واللقاءات الدورية التي كان من المفترض أن تتم بشكل كبير في كل مدن المملكة، وغاب الطيار الرياضي عن الوجود في المحافل الدولية، وكل المشاركات كانت بجهود فردية على نفقة الهواة أنفسهم.

عبدالله المحمد

عضو سابق في نادي الطيران




عائق أمام الطيارين

أنشئ نادي الطيران بغرض تشجيع هواية الطيران والطيران العام وتسهيله للعامة، وقدم الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله- دعما سخيا يقدر بـ 5 آلاف لتر وقود شهريا للنادي، وحسب مصادر مطلعة أن النادي بدأ ببيع الوقود للطيارين بسعر 15 ريالا للتر الواحد بينما السعر المتوسط لوقود الطيران AV-GAS في كل بلدان العالم لا يتجاوز 5 ريالات للتر الواحد مما دعا الجميع للتذمر والعزوف عن ممارسة رياضاتهم المفضلة ويحتاج محرك طائرة الأربعة مقاعد إلى 270 لترا من الوقود أي بمبلغ 4050 ريالا، بينما في دول العالم يصل تقريبا إلى 1350 ريالا.

وأوضح المدير التنفيذي لنادي الأرض والفضاء للطيران الكابتن إبراهيم الزكري أن مطار الثمامة الأعلى عالميا في ارتفاع الإيجارات، ونتيجة لذلك يغادر عدد من الطيارين السعوديين إلى بلدان أخرى.


 


أسعار فلكية

كشف لـ"الوطن" بعض الطيارين الذين عانوا منذ سنوات طويلة من الأسعار المبالغ فيها التي وضعها النادي لإيواء طائراتهم وتشغيلها وصيانتها، وعلى سبيل المثال المساحة التي يؤجرها النادي في مطار الثمامة لأي مستثمر، يشترط عليه بناء هنقر لإيواء الطائرات، يشترط النادي مساحة 5 آلاف متر مربع كحد أدنى بسعر 100 ريال للمتر الواحد بإجمالي يصل إلى نصف مليون ريال سنويا، بينما في الكثير من المطارات المخصصة للطيران العام والرياضات الجوية يتم تأجير المتر المربع الواحد بـ 10 ريالات سنوياً فقط. وأكد الطيارين أن أكثر من 85 % من الطيارين لا ينتمون إلى النادي السعودي للطيران لتلك الأسباب، موضحا أنه يستوجب دفع 10 آلاف ريال لتسجيل طائرة رياضية لدى هيئة الطيران المدني للهواة ورسوم تسجيل طائرة ذات جناح ثابت هو 10 آلاف ريال أيضا وهو نفسه سعر تسجيل طائرة نقل ركاب نفاثة عملاقة، بينما في أميركا رسوم التسجيل 100 دولار أميركي فقط، وفي الإمارات 450 درهما، فلا بد أن يتم التفرقة بين الطائرات الرياضية الصغيرة والطائرات العملاقة، فمن غير المنطقي المساواة بين هاتين الفئتين في أسعار تسجيل الطائرات.


 


نرفض التصرف

مثل هذه التصرفات من قبل إدارة نادي الطيران السعودي من شأنها المساس بسمعة الرياضة السعودية على المستوى العالمي وهو الشيء الذي نرفضه ونستنكره حيث إن مصلحة الوطن تأتي فوق كل اعتبار.

إن وجود الاتحاد السعودي للرياضات الجوية في البطولة كان بشكل رسمي وهو الممثل الرسمي للجنة الأولمبية السعودية بموافقة الرئيس العام لرعاية الشباب، وما تم إرساله من نادي الطيران السعودي لم تتم إعارته أي اهتمام، وأستغرب من هذا التصرف الذي لا يندرج تحت صلاحية نادي الطيران السعودي بغرض إيقاف المشاركين من أجل وجود المملكة في المحافل العالمية.

مبارك السويلم

الأمين العام لاتحاد الرياضات الجوية


 


هجرة الطيارين

أوضحت مصادر أن الغرض الأساس من إنشاء النادي السعودي للطيران بدأ يأخذ منحى آخر بسبب سوء الإدارة وعدم توظيف الموارد التي وفرتها الدولة، ماسبب هجرة للطيارين السعوديين إلى دول أخرى تُسهّل للطيارين الهواة والطيران العام كل الإجراءات، وتوفر لهم مطارات ومدرجات مخصصة لإيواء وصيانة الطيارات، وتوفر الوقود اللازم بأسعار مناسبة.

وأفاد أحد رجال الأعمال (تحتفظ الوطن باسمه) أنه ينتمي إلى الطيارين وكان على وشك بناء مرافق وتطوير النادي لمساعدة الطيارين، ولكن احتكار نادي الطيران السعودي لمطار الثمامة بالرياض حال دون ذلك بسبب الأسعار العالية حسب وصفه، والآن بصدد تنفيذ مشروع تدريب وترخيص للطيارين السعوديين في قبرص لوجود كل التسهيلات للبدء بعمليات التدريب بأسعار مناسبة عكس ما يحصل في مطار الثمامة بسبب الاحتكار.

وتقدم عدد من الطيارين إلى الهيئة العامة للطيران المدني بشكاوى على نادي الطيران السعودي التي ردت بأن مطار الثمامة ملكية خاصة وهو تحت إدارة نادي الطيران السعودي على الرغم من أن قرار مجلس الوزراء رقم 189 وتاريخ 12 /6 /1434هـ ينقل مرجعية النادي النظامية إلى الهيئة العامة للطيران المدني، إلا أنها لا تحرك ساكناً.


 


خطورة

حكى أحد الطيارين عن تعرض حياته للخطر بعد أن كان في رحلة جوية، وعند عودته لمطار الثمامة للهبوط تم رفض استقباله نهائيا وإطفاء نور المدرج لمنع هبوطه، مما يتسبب خطر ارتطامه بمناطق الإيواء أو تعرضه للسقوط جراء نفاذ الوقود، حتى اضطر للهبوط في مطار الملك خالد الدولي.

يذكر أنه وبحسب المادة الرابعة من نظام الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية العربية السعودية الصادر عن مجلس الوزراء بالمرسوم الملكي رقم (م/55) وتاريخ 19 /10/ 1407 هـ التي تنص على "يختص الاتحاد الرياضي لكل لعبة أو نشاط بالإشراف على تنظيم وإدارة شؤون لعبته أو نشاطه في جميع أنحاء المملكة، وله وحده حق تمثيل المملكة في المؤتمرات والاجتماعات والدورات والمسابقات أو المباريات التي تقام على المستوى العربي أو القاري أو الدولي سواء أقيمت داخل المملكة أو خارجها"، وبالتالي فإن الاتحاد السعودي للرياضات الجوية هو الجهة المسؤولة في الدولة على الإشراف على نشاط الرياضات الجوية بحكم الاختصاص ومواد القانون الواضحة والصريحة، وليس نادي الطيران السعودي أو غيره من الجهات التي ليس لها علاقة نهائيا بالرئاسة العامة لرعاية الشباب أو اللجنة الأولمبية السعودية.