وعى جيل الثمانينات والتسعينات على صورة ونموذج القائد المحنك، ممثلة في شخص الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، فعرف خلاله ماذا تعني القيادة، وما قيمة الوطن وكيف يتحقق الإنجاز؟.

التصق ذلك الجيل بقائده وأصبح اسم الفهد جزءا منه، وظل يردد مع الفنان محمد عبده في حينها "أنا فهد وأنت فهد وكل سعودي هو فهد، وكلنا بعون الله نحمي البلد".

في مطلع الثمانينات كانت السعودية دولة شابة فتية، تخطو أولى خطواتها في اتجاه التنمية والحضارة، وخلال أعوام حققت نقلات نوعية تحسب لقائدها الفهد في وقت كان الآخرون يقفون مبهورين بحجم المنجز الكبير، وإن تجاوز ذلك الجيل إنجازات التعليم والصحة والمواصلات، فإنه يتوقف عند الإنجازات الشبابية التي تؤكد دخول البلاد مرحلة مقارعة الأمم، ولعل الإنجاز الرياضي الذي تحقق بأول تأهل لأولمبياد 84، ثم تحقيق الكأس الآسيوية في أول مشاركة عام 84 هي ترجمة حقيقية لمعنى وطن شاب منطلق.

وحين يكون الحديث عن القيادة فإن الملك فهد يأتي على رأس هرم القادة المميزين في العالم، فقد استطاع في سنوات أن يضع السعودية ضمن مصاف الدول الأكثر أهمية وتأثيرا في المشهد السياسي والاقتصادي، بعيدا عما حبا الله هذه البلاد وحظها من الموقع والثروات.

ولعل أبناء ذلك الجيل يعرفون جيدا كيف أصبح المواطن السعودي ذا قيمة مختلفة في أي بلاد يضع فيها قدميه.

اليوم يستعيد السعوديون سيرة الملك فهد، خلال معرض "فهد روح القيادة" الذي ينطلق الأسبوع المقبل في الرابع من صفر لـ12 يوما، وتستضيفه للمرة الأولى جامعة الملك عبدالعزيز في جده، وسيكون المعرض فرصة كبيرة أمام أبناء الجيل الحالي للتعرف على تاريخ الملك فهد ومنجزه الحضاري في المكان والإنسان، ولعل ما يميز هذا المعرض، أنه جاء مواكبا لكل التقنيات الحديثة، بما يجعله قريبا من اهتمامات الشباب وأدواتهم، فلا يمكن فهم حاضر الأمم إلا بعد الوقوف على تاريخ قادتها الأوائل.