اتهم الباحث الدكتور عيد حمد اليحيى، الأدباء والباحثين والكُتاب بأنهم انشغلوا بموضوع كيف تخلف العرب وتقدم غيرهم، ولم يكلفوا أنفسهم عناء نزول الميدان، والوقوف على الأرض، ولم يعرفوا تاريخهم الحقيقي، غير ما قرؤوه من كلام الكتب، وبنوا عليها آراءهم.

وأكد اليحيى أن الأحساء كانت محطة مهمة جدا في التاريخ، وطرق القوافل وتجارة البخور، وصور الاستيطان البشري في عصور ما قبل التاريخ، وأن الحضارات الممتدة التي تعاقبت عليها مثل "الجهراء" والمدن الشهيرة في تاريخها، مثل "تاج" و"عدولي" و"دارين" و"عين السيح" وغيرها، وما كان بها من رفاه اجتماعي وثقافي واقتصادي تجعلها كنزا حضاريا مفتوحا، يغري بالدراسة والبحث والتنقيب الميداني.

جاء ذلك، في الأمسية الإعلامية السنوية المفتوحة التي نظمتها غرفة الأحساء، مساء أول من أمس، وتساءل اليحيى الذي يقدم برنامج "على خطى العرب" على قناة "العربية"، عن أسباب عدم اعتزاز العرب بأوطانهم وتراثهم، مستدلا على ذلك بما نعيشه يوميا من مظاهر سلوكيات ضعف الانتماء التي نشاهدها، وطرق تعاملنا مع البيئة ومعالمنا الحضارية، بعكس الغرب الذي أقام المتاحف الكبيرة لمعالمه التاريخية، وأعاد تمثيل بعض المعارك المهمة واقعيا، كما فعل الإنجليز والفرنسيون واليابانيون وغيرهم، مبينا أن شعر العرب، وجبال وصخور وأراضي شبه الجزيرة العربية، منقوش عليها سبع لغات قديمة، في حين لم تكن هناك لغات في العالم، لافتا إلى أنه ضد تسميات "العصر الجاهلي" و"الربع الخالي"، لأنها تسميات استشراقية لا تمت إلى الواقع بصلة، فالأول: ليس عصرا جاهليا، والثاني: ليست صحراء خالية بل هي صحراء الرمال العربية.

وأوضح اليحيى أن برنامج "على خطى العرب" جاء لإنصاف تاريخ الجزيرة العربية بعد قرون من الإهمال والتشويه، مؤكدا أنه مشروع معرفي وطني، يكشف خفايا تاريخ شبه جزيرة العرب: الجيولوجي والإنساني والحضاري والاقتصادي.