أوصلت السعودية رسالة قوية لإيران، المتمثلة في أن تعدل سياستها، وأن الكرة باتت في ملعبها لتحديد طبيعة سياستها والاختيار بين أن تكون دولة منطقية أو ثورية، مشيرة إلى أنها ستنظر في إجراءات إضافية ضد إيران في حال لم تعدل سياستها.

وشددت المملكة على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، على مواصلة بحث إجراءات إضافية ضد إيران إذا واصلت تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، مضيفا أن موقف مجلس التعاون الخليجي سيناقش في الجامعة العربية.




أجندة طائفية

أكد الجبير الذي ترأس الدورة الحالية في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبداللطيف الزياني عقب اجتماع وزراء خارجية الخليج الاستثنائي في دورته الـ42 أمس في الرياض، أن إيران تدعم الإرهاب، وتدعم أجندة طائفية لتقسيم شعوب المنطقة، متابعًا "نعمل مع المجتمع الدولي لإدانة إيران".

وقال الجبير إن المملكة نجحت في إدانة إيران في مجلس الأمن، مؤكدا أن طهران هي من بدأت بالتصعيد ضد المملكة، ونحن نتخذ الإجراءات المناسبة بناء على ذلك، إذا دأبت على التدخل في شؤون دول الجوار، مشيرا إلى أنها ارتكبت جرائم ضد المملكة، ودفعت بأجندة طائفية منذ انطلاق الثورة منذ 30 عاما، أي من عام 1979.


 


دور سلبي

في الشأن السوري واليمني، شدد الجبير أيضا، على مواصلة العمل نحو حل للأزمة السورية من دون الرئيس السوري بشار الأسد ، إضافة إلى الدعم للحكومة الشرعية في اليمن، لافتاً إلى أن "إيران لعبت دورا سلبيا في الأزمتين السورية واليمنية".

وقال الجبير إن طهران تلعب دورا سلبيا في كل من اليمن وسورية، وإن بلاده تدعم الحل السياسي للأزمتين، مشيرا إلى أن المملكة تقيم تحركات طهران لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل التصدي لها.

وبين أن إيران لعبت دورا سلبيا للغاية في سورية واليمن، مبينا أن طهران ترسل الحرس الثوري لدعم بشار الأسد، وقدمت الدعم لميليشيا الحوثي في اليمن، والسعودية من جانبها مصممة على دعم الحكومة الشرعية في اليمن.

وحول طلب السعودية لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي الاستثنائي، أكد الجبير، أن السعودية دعت إلى الاجتماع بهدف إدانة الاعتداءات الإيرانية على السفارة السعودية، متوقعا أن تتخذ منظمة التعاون الإسلامي موقفا حازما فيما يتعلق بالعدوان الإيراني.


 


آلية المواجهة

من جهته، قال الدكتور الزياني إن وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اتفقوا على وضع آلية لمواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، مؤكدا استنكار المجلس للتدخلات الإيرانية السافرة في شؤون المملكة الداخلية.

وأشار إلى أن مجلس التعاون يشيد بنزاهة القضاء في المملكة، ويؤيد كافة إجراءاتها في مواجهة الاعتداءات الإيرانية.


 


تأييد للإجراءات السعودية

أكدت دول الخليج العربي، إدانتها الشديدة ورفضها القاطع للاعتداءات على سفارة السعودية في طهران، وعلى القنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية، محملا السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية، وذلك بموجب التزامها باتفاقيتي فيينا 1961 و1963، والقانون الدولي، التي تحتم على الدول مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية.

واستنكرت دول الخليج خلال اجتماع المجلس الوزاري، التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية السعودية، والذي جاء من خلال التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ السعودية للأحكام الشرعية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين، معتبرا تلك التصريحات تحريضاً مباشراً للاعتداء على البعثات الدبلوماسية للمملكة.


 


الجزر الثلاث

أدان المجلس الوزاري استمرار إيران في احتلال الجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وبث الفتنة الطائفية ودعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتدريبها وتمويلها وتحريضها على زعزعة الأمن والاستقرار في دول المجلس، ومنها ما كشفته مملكة البحرين أخيراً عن إحباط مخطط إرهابي لتنفيذ أعمال تفجيرية إرهابية، والقبض على عناصر خلية إرهابية جديدة كانت تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. واتفق المجلس الوزاري على وضع آلية فعالة لمواجهة تلك التدخلات الإيرانية.


 


زعزعة الاستقرار

دعا المجلس المجتمعَ الدولي لاتخاذ التدابير اللازمة لإلزام إيران باحترام مبدأ حسن الجوار قولاً وعملاً، ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ووقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس ودول المنطقة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.




صف واحد

شدد المجلس الوزاري على أن مثل هذه الأعمال لا تخدم السلم والأمن في المنطقة والعالم، وتتنافى مع مبادئ حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، وتؤدي إلى تأزيم المواقف وإشعال فتيل مزيد من الأزمات في المنطقة.

وأكد المجلس الوزاري وقوف دول المجلس صفا واحداً مع السعودية، وتأييدها للقرارات والإجراءات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية، ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء، مشيدا بكفاءة السلطة القضائية في المملكة العربية السعودية واستقلالها ونزاهتها.


 


رفض قاطع

عبر المجلس عن تأييده الكامل للإجراءات التي اتخذتها السعودية في مواجهة الاعتداءات الإرهابية على بعثاتها الدبلوماسية في إيران، مؤكداً أن دول المجلس ستتخذ مزيدا من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات، مرحبا بالرفض القاطع الذي أبدته الدول العربية والإسلامية والصديقة ومجلس الأمن الدولي لهذه الاعتداءات، ودعا كافة الدول والمجتمع الدولي بكافة هيئاته ومنظماته الإقليمية والدولية إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة لمنع حدوث مثل هذه الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية لدى إيران.