ظهرت كثير من المصطلحات الإعلامية العلمية في القواميس الإنجليزية والألمانية تحديدا، استنادا للحاجة إلى توصيف المفاهيم الجديدة التي يقتضيها التطور العلمي واللغوي في مجال الإعلام العلمي على وجه التحديد. وظهر إلى السطح أخيرا مصطلح لغوي لم أجد له حتى كتابة هذا المقال المرادف في القواميس العربية منذ 2009 تقريبا، ولا يزال الاجتهاد في تقريبه إلى اللغة العربية قائما، وهي الكلمة Medialisation. حيث تشير بعض البحوث إلى أنها استخدمت للمرة الأولى في المجال الإعلامي العلمي عام 2009، بينما عرفت على نطاق واسع بعد ذلك وانتشرت منذ مطلع 2013 وفق بعض الدراسات العلمية الأخرى. والكلمة المجردة من إضافة Science توجد في بعض قواميس الطب ويظهر أنها مرتبطة بالحبال الصوتية التي لا تنطبق في التعريف مع توظيفها بجانب العلم.

في مجال الإعلام العلمي نستخدم المصطلح Science Medialisation (التوسيط الإعلامي للعلوم) للإشارة إلى العلاقة المتبادلة بين العلم ووسائل الإعلام. حيث إنها تعتمد على الافتراض -نظرا لهمينة وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام- بوجود اقتران متزايد بين العلم ووسائل الإعلام. ومن ثم ففهم وسائل الإعلام وتشمل جميع وسائل الإعلام التي تقدم ملاحظاتها للمجتمع، هي المسؤولة عن معالجة الملاحظات في إطار منظم "على سبيل المثال الإدارات الإخبارية للأنباء" للجمهور الكبير. وأكثرها وضوحا هي الصحف والإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام على شبكة الإنترنت. وتشير البحوث والدراسات إلى أن تنظيم هذه الوسائل وتوجيه جمهورها الكبير غير المحدد والذي يشكل معايير عينة مختارة، يعرف بالقيم الإخبارية، مثل أخبار: الفضائح والمصالح البشرية والمشاهير.. إلخ، وهكذا فإن مفهوم Science Medialisation "التوسيط الإعلامي للعلوم" يجب تمييزه بشكل أوسع بكثير عن مفهوم التوسيط Medialisation الذي كثيرا ما يستخدم لوصف وساطة عمليات الاتصال ودور الوسائل الإعلامية التقنية من الهواتف المحمولة وحتى ألعاب الإنترنت في الحياة اليومية والمجتمع ككل كمؤشر للتغيير الاجتماعي (e.g., Krotz 2001; Schulz 2004;and the contributions in Lundby 2009). في حين أن العلاقات المتبادلة لجميع الوسائل الإعلامية مع الحياة اليومية الفردية والممارسات المؤسسية هي موضوعات متصلة بالإعلام ودراسات الاتصال، هناك نقطة تميز الإعلام بشكل عام "فهمه كتقنيات تسمح بالتوسيط الاتصالي" ووسائل الإعلام المفهومة كنظام اجتماعي ذي المنطق الخاص به المعتمد على عمليات اختيار محددة لما يريده من أخبار، على الرغم من أن كتلة المنتجات الإعلامية تختلف في برامج التحرير التي تقوم عليها.

وكما سوف يكون هنالك اختلاف، فإن هذه الوسائل الإعلامية تشكل مصدرا شرعيا للعلوم المهمة للجمهور في الكتل المتحضرة ديموقراطيا. نجد أن اهتمام وسائل الإعلام بالعلماء والمؤسسات البحثية والمجلات العلمية أصبح حاسما لدعم الجمهور. ووفق هذه الظروف، سيبدو من المرجح أن الإعلام يكسب تأثيرا غير مباشر أو منافس لآليات التوجيه الذاتي للعلوم (Wenigart 1998:878) وانطلاق الأحداث الإعلامية، والنشر المسبق لنتائج البحوث في وسائل الإعلام قبل نشرها العلمي المحكم، والتوجيه الإعلامي للمجلات العلمية والظهور المرئي للعلماء والذي تم وصفه أيضا كمؤشر تجريبي لتوجه العلم نحو منطقيات نظام وسائل الإعلام. (Weingart 1998, 2001; Franzen 2009, 2011; Rodder 2009a) 

ووفقا لباحثين، فإن التوسيط الإعلامي للعلوم كمفهوم تحليلي يشير إلى درجات متفاوته من التوجه إلى معايير اختيار منظمات وسائل الإعلام. ومن ثم يحضر السؤال المركزي الذي يبحث فيه بعض الباحثين المتخصصين في مجال الإعلام العلمي وهو: هل هذا التوجه نحو وسائل الإعلام من خلال دمج المعايير ذات الصلة المتعلقة بالوسائل الإعلامية في استراتيجيات الاتصال لديه التأثير في وظيفة اجتماعية محددة للعلم، أي إنتاج معرفة جديدة وموثوقة؟ وهل يمكن لتوجه علمي نحو وسائل الإعلام أن يبقى قاصرا على أنشطة الساحة الأمامية المنتجة للرأي العام أو أنه يمتد إلى خلف الكواليس مما يؤثر في المعايير ذات الصلة بإنتاج المعرفة؟!