في الحقيقة، إن شكل عبدالرؤوف الشايب وهو يصرخ في محاكمته بلندن "نحن عصبة الإمام علي لا نمارس الإرهاب ولانفجر الناس" مضحك للغاية لهيئة المحلفين البريطانية التي كانت تتداول في تلك اللحظة صور الرجل الخمسيني وهو يرتدي لباسا عسكريا في العراق متسلحا ببندقية روسية، رغم أنه يعد لاجئا سياسيا في بريطانيا على اعتباره ناشطا سلميا!

الرجل المطارد من بلاده بتهمة الإرهاب والمسقطة عنه الجنسية والمطلوب للسعودية بتهمة محاولة تفجير جسر الملك فهد، أو جسر المحبة بين شعبين مسلمين عربيين، دِين في بريطانيا بتهمة الإرهاب، بعد أن كشفت التحقيقات رصيدا ضخما من الأدلة أذهلت الإعلام البريطاني، وقد وجدت تلك الأدلة في بيته في لندن الذي يشرف منه على محاولة ترويع الناس في السعودية والبحرين.

أشار ماكس بنجامين هيل، ممثل الادعاء البريطاني، بعدم جدوى محاولات الإرهابي البحريني سابقا في إثبات براءته، خاصة أنه اعترف أن كل الأدلة التي تعدها المحكمة البريطانية دلائل على علاقة الرجل بالإرهاب، تخصه، ثم فيما بعد تراجع وقال إن البحرين والسعودية قد لفقتاها له، رغم وجود صور شخصية له وهو يدرب ويتدرب في العراق على ممارسات إرهابية بأسلحة وتجهيزات هي من صميم العمل الإرهابي، مثل كتيبات تشرح كيفية استعمال أسلحة، وطريقة قنص الأفراد، وعمليات زرع المتفجرات، ما أثار الهلع في لندن: ما الذي يربط شخصا يدعي أنه ناشط سلمي بكل هذه الأسلحة التي يتدرب عليها في العراق ثم يعود إلى لندن؟!

لقد كذب هؤلاء الإرهابيون من منفذي المشروع الإيراني حتى صدقوا أنفسهم بأنهم ليسوا إرهابيين، رغم تاريخهم الطويل مع الإرهاب الذي ابتدأ بتفجير الجامعة المستنصرية في العراق، وللأسف لا نظنه سينتهي بتهجير 3 ملايين عراقي بزعم "داعش"، ثم عدم السماح لهم بدخول بغداد إلا بكفيل، وكأن عاصمة الرشيد لا تعرف العرب!

هناك محاولات لربط الإرهاب بالعالم السني، عبر إيقاع الشباب السني في براثنه، وهي حقيقة أثبتتها التحقيقات في أميركا والعراق نفسه، وللأسف ما زلنا في عالمنا نتجاهل إعلانها والعمل على إثبات ما وراءها، ولا أدري هل سنستمر في ذلك أم سنبدأ بانتفاضة حقيقية على مسلسلات جلد الذات، وندفع بالضوء ليسلط على علاقة إيران بالمجموعات الإرهابية وتاريخها في التفخيخ والقتل والتدمير، وتجنيد الشباب العربي من كل المذاهب لتحقيق أحلامها في تحقيق مشروع التوسع الفارسي.

إن عبدالرؤوف الشايب الذي اكتشفت بريطانيا علاقته بالإرهاب رغم تدني مهاراته ورغم الشبهات التي طالما أحاطته خاصة ما يسيء أخلاقيا إلى الشخص؛ إلا أنه كان رجلا يجلس بجوار جيرمي كوربن رئيس حزب العمال، والرجل ومع كثرة الخلاف معه يحترمه كثيرون في العالم، مما يطرح سؤالا مهما، ليس متى نتحرك، بل: متى نستيقظ لنثبت للعالم أن الإرهاب لا يأت من مكة أو الرياض بل من قم وطهران؟

عبدالرؤف الشايب لديه علاقات قوية مع إيران، وهو ما أثبتته صوره ومراسلاته، ولديه علاقة مع نمر النمر الذي دانته محكمة سعودية بالإرهاب، وهذا سيخدم السعودية في قضيتها مع الإرهاب الإيراني الموجه إلى المملكة والدول العربية، وما إدانة المحكمة البريطانية أول من أمس للشايب بتهمة الإرهاب إلا دليل إثبات على ما نعانيه كشعوب عربية وحكومات من مخططات الإرهاب الإيراني، والتي تستعمل الشباب من مختلف المذاهب لخدمة مشروعها التوسعي.

أيضا هناك ما يدفعني للتساؤل: أين الإعلام السعودي من قضية الشايب، ولم حتى الآن لم نستفد منها؟

ولأن المحكمة البريطانية دانت الشايب بتهمة الإرهاب، فمعنى ذلك أن المجموعات المتورطة معه إرهابية ولا شك، وستكون هذه الإدانة لمصلحة بلادنا في حربها على الإرهاب الصفوي، وستكون مبررا قويا لكل الأحكام القوية ضد هذا الإرهاب الذي يهدد بلادنا ووحدتها.

فمتى يعي الإعلام السعودي دوره الحقيقي في الحضور العالمي بدلا من الانشغال بأمور لا تساند بلاده في معاركها؟