الذي يسافر عبر مطاراتنا الداخلية كثيرا سيكتشف أنها لم تتغير منذ سنوات طويلة. بوابة واحدة. مدرج واحد. سير واحد. وعلى هذا قس! موازنات ضخمة متتالية. ذات الطاقة الاستيعابية. لم يطرأ عليها جديد. إذا ما استثنينا مطارات قليلة، كمطار المدينة المنورة والذي تم إسناد تشغيله إلى القطاع الخاص. هذه الحالة المتردية أعاقت إقرار أي خطط طموحة. اليوم يدور حديث جدي حول فكرة المطارات المحورية، وأبرزها مطار حائل، محور الشمال المنتظر لربطه ببقية مناطق بلادنا ودول مجلس التعاون. لكن هذا المطار تركة ثقيلة ورثتها هيئة الطيران المدني في عهدها الجديد، مطارٌ يغلق قبل منتصف الليل كأنه مطعم بخاري، لا يكاد يستوعب ركاب حافلة نقل جماعي، فكيف ننتظر منه أن يستوعب حركة طيران مختلفة على مدار الساعة؟!

غالبية المطارات المحلية غير مهيأة لأي نقلة نوعية في عالم الطيران اليوم، والتهيئة ليست خاصة بصالات ومرافق المطار وحدها، بل بأرضية وتجهيزات المطار، ومدى قدرتها على استقبال عدد هائل من الرحلات، ومن كافة الاتجاهات! بعض المطارات في المملكة وضعها مخجل، هذا الاعتراف ليس من عندي بل من معالي رئيس هيئة الطيران المدني الجديد الأستاذ عبدالله الحمدان، وحينما يأتي الاعتراف من أعلى سلطة في الطيران المدني فهذا مؤشر حسن، ويكشف عن الجدية في العمل، والتي تبدأ بالاعتراف بالتقصير. تطوير المطارات وطاقاتها الاستيعابية والوصول بها إلى 3 أضعاف الطاقة الاستيعابية الحالية، حسب تصريحات الهيئة، سينعكس على تنامي الحركة الجوية وتوافر الرحلات!

هناك بوادر عمل دؤوب. خطة دقيقة واضحة المعالم في هيئة الطيران المدني. الصحف السعودية تمتلئ بأحاديث مبشّرة من هذا النوع.

يقول رئيس هيئة الطيران المدني في أحاديث صحفية: يجب أن نخرج من الإدارة التقليدية إلى إدارة أكثر ديناميكية، نحن اليوم نرى مطارات عالمية والرحلات فيها تهبط وتقلع وتدار بطريقه احترافية. بعد 5 أعوام لن تحتاج الهيئة أي دعم من الدولة، ونتوقع أن نكون أحد مصادر الدخل للمملكة!

تحد كبير أن تتعهد أمام الحكومة بتنفيذ خططك، وأبرزها التنازل عن ميزانيتك الضخمة بعد 5 سنوات. هذه المدة ليست بالزمن الطويل أمام تحقيق أهداف وطموحات بهذا الحجم.