في حفل تكريم الفائزين بجوائز الأوسكار بمسقط، كانت هناك تفاصيل كثيرة تغيب عن الحضور وملايين المتابعين في الخليج، فقد دارت وراء الكواليس أحداث شهدت فزعة "الوطن" لإبلاغ اللاعبين بالفوز ووصولهم إلى عمان لاستلام جوائزهم بأنفسهم.


لم يكن أحد يعلم بأسماء الفائزين حتى رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي سالم الحبسي حرصا على مبدأ السرية.


استفسار واقتراح


استفسرت "الوطن" عن موعد وصول الفائزين، فعلمت أن الإعلان سيتم دون وجود اللاعبين في الفترة الحالية على الأقل، وهنا اقترحت "الوطن" فكرة تبليغ اللاعبين والمساهمة في حضورهم لإضفاء توهجا آخرا للحفل، وحصلت على موافقة الحبسي من خلال رئيس لجنة التقييم محمد العاصمي.

وهنا، بدأت قصة "الوطن" مع مسلسل زف البشرى إلى اللاعبين وتسهيل مهام وصولهم إلى مسقط حتى يكتمل العرس الخليجي بوجودهم.

الصعوبة كانت أن أبرز الفائزين هو مهاجم النصر السعودي، الدولي محمد السهلاوي (هداف العالم 2015) الذي سيحصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في الخليج، وكذلك لاعب الجزيرة الإماراتي علي مبخوت (هداف آسيا) الحاصل على الحذاء الذهبي كأفضل هداف خليجي، وكلاهما يتواجد في تلك اللحظات داخل ملعب الشيخ محمد بن زايد بأبو ظبي، للمشاركة في مباراة السعودية والإمارات ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وكأس أمم آسيا 2019.


اتصال ورسائل


بدأت "الوطن" بالاتصال بالسهلاوي، ولم يرد لأنه كان في الملعب، فبعثت برسالة نصية على جواله تطلب منه التواصل عاجلا، وبعد المباراة اتصل السهلاوي، وهو من اللاعبين القلائل الذين لا يتجاهلون مكالمات أحد، ليتلقى نبأ فوزه بالجائزة، ورغبة الاتحاد الخليجي في استضافته في مسقط لاستلامها بنفسه.

كان السهلاوي سعيدا بالخبر، ومتشوقا للحضور بنفسه، وفي هذه الأثناء تم طلب مساعدته في إبلاغ اللاعب علي مبخوت لوجوده معه في الملعب.

السهلاوي ظهر احترافيا من الدرجة الأولى، محترما اللوائح والأنظمة، فطلب إبلاغ رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي ومدير المنتخب زكي الصالح.


استئذان

الوقت كان يمر سريعا، فكان لا بد هنا من تقسيم المهام لأخذ الموافقات وعمل الترتيبات، تكفلت "الوطن" بالحديث مع عيد، وإرسال خطاب رسمي للأمير فيصل، كل هذا على وجه السرعة لأن طائرة المنتخب الخاصة كانت ستتحرك إلى الرياض بعد عشر دقائق، وعلى السهلاوي البقاء في أبوظبي للقدوم إلى مسقط التي تبعد ساعة واحدة فقط عن العاصمة الإماراتية.

واستعانت "الوطن" في ترتيبات وصول مهاجم الجزيرة الإماراتي علي مبخوت وحارس لخويا القطري كلود أمين (الفائز بالقفاز الذهبي)، بالزميلة أمل إسماعيل من صحيفة الرؤية الإماراتية، والزميلة لانا آل عادي من قناة الكأس القطرية.


موافقة سريعة


جاءت الموافقات من اتحاد القدم السعودي ونادي النصر في الرياض شرط أن يعود السهلاوي مباشرة بعد الحفل للانضمام إلى تدريبات النصر الإعدادية لمواجهة التعاون بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين نظرا لتأخر المحترف المالي مايغا في الوصول إلى الرياض وإيقاف المهاجم نايف هزازي. كما جاءت موافقة نادي الجزيرة الإماراتي على حضور مبخوت، فيما رفض مدرب لخويا القطري سفر أمين لارتباطه بمباراة دورية.


حرص وانضباط

طلبات السهلاوي جاءت من منبع حرصه على الانضباطية واتباع التعليمات والالتزام بلوائح وقوانين المنتخب والنادي، وهو ما يتميز به اللاعب الخلوق، الذي يتمتع بالاحترافية العالية التي جعلت منه نجما كبيرا.

وكان أيضا حريصا على التأكد من فوزه بالجائزة، وهنا جاءت مكالمة من وكيل أعمال اللاعب ذيب الدحيم، يستفسر عما إذا كان السهلاوي سيتسلم الجائزة فعلا دون حدوث أي تغييرات، فتم التأكيد له بشكل رسمي هاتفيا وخطابيا من خلال رئيس لجنة التقييم.

حصل السهلاوي على رحلة على طيران الإمارات تصل مسقط في الساعة الخامسة عصرا بتوقيت عمان، والحفل يقام عند السابعة مساء، وعندما علم السهلاوي أن لجنة التقييم تسعى لتجهيز سيارة المراسيم الخاصة لاستقباله، أوضح بكل تواضع أنه لا داعي لأي استقبال رسمي أو حتى سيارة خاصة، لكن سيارة المراسيم العمانية وفي مقدمتها رئيس لجنة التقييم في استقباله، وكذلك "الوطن".

في مطار مسقط الدولي، ظهر السهلاوي مرتديا ملابس (كاجوال)، ويحمل بيده اليسرى بذلة رسمية اشتراها من أحد أسواق أبو ظبي على وجه السرعة صباحا، فلم يكن يملك أي ملابس سوى البذل الرياضية الخاصة بالأخضر السعودي، ويجر شنطة سفر صغيرة بيده اليمنى، رافضا أن يسمح لأي عامل في المطار أو الفندق بمساعدته في حملها أو الصعود بها إلى السيارة أو الغرفة في مشاهد تدل على تواضعه واحترامه للكبير.

السهلاوي كان سعيدا باختياره، وممتنا من تبليغه بالنبأ، ومن المساهمة معه بالحضور، وذلك بمنتهى البساطة والهدوء، ولم ينشر هو الآخر الخبر كما طلب منه، ليكون مفاجأة، كاشفا أنه حرص على إبلاغ الخبر لوالدته وأخيه فهد فقط.


مفاجأة الحضور


وصل السهلاوي إلى فندق الإنتركونتيننتال ليكون مفاجأة للكثير من الإعلاميين المقيمين في الفندق الذين جاؤوا لحضور الكونجرس الإعلامي وحفل الأوسكار. ووجد اللاعب حفاوة من الكل، حتى أنه لم يستطع أن يصعد إلى غرفته جراء مطالبات الإعلام والجماهير بالتصوير معه.

في هذه الساعة كانت جماهير سعودية وعمانية تشق طريقها للقدوم إلى الفندق بمسقط من مدن عمانية أخرى ومن مسافات طويلة للقاء السهلاوي.

استقلت "الوطن" ورئيس لجنة التقييم سيارة المراسيم مع السهلاوي مرة أخرى من الفندق إلى الحفل، وهناك نال استقبالا حارا، فهو اللاعب الذي يتفق عليه الجميع، من مختلف دول الخليج، نظير عطاءاته الفنية وأهدافه الجميلة وأخلاقه العالية وهدوئه وتواضعه الجم.

وجاء وقت الإعلان الرسمي، السهلاوي يجلس على طاولة واحدة مع مبخوت الذي وصل قبل ساعة من بدء الحفل، ويتم الإعلان عن الجائزة، ويصعد السهلاوي وسط تصفيق حار، متلقيا التهاني، ومتطلعا للحصول على جائزة أفضل لاعب في آسيا مستقبلا.

أبدى السهلاوي سعادته بالفوز بالكرة الذهبية، مؤكدا أن ما حققه يعد إنجازا للكرة السعودية، مشيرا إلى أن تعاون زملائه اللاعبين سواء في ناديه النصر أو المنتخب السعودي كان خلف حصوله على الجائزة والأفضلية الخليجية.

وبعد ساعات قليلة، غادر السهلاوي الحفل متجها إلى الفندق ومنه إلى مطار مسقط ليستقل طائرته إلى الرياض في الواحدة بعد منتصف الليل كما وعد إدارة ناديه.


جمال المناسبة

حضور السهلاوي بنفسه لاستلام الكرة الذهبية أعطى جمالا للمناسبة، وأدخل السرور إلى كل الحضور، وأظهر الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي ولجنة التقييم سعادة بالغة بهذا التواجد للنجم الكبير.

يذكر أن "الوطن" كانت بين حضور حفل التعارف الذي أقامه الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي في مسقط الذي سبق بساعات ملتقى الكونجرس الإعلامي برئاسة سالم الحبسي، بتواجد 100 إعلامي وإعلامية، وكذلك سبق بـ24 ساعة، حفل تكريم الفائزين بجوائز الأوسكار الخليجي، وخلال الحفل صعد رئيس لجنة التقييم محمد العاصمي على منصة حفل التعارف، مبينا أن الإعلان عن اللاعبين الحائزين على الكرة الذهبية والحذاء الذهبي والقفاز الذهبي سيبقى سرا حتى موعد الحفل، ولا يكاد يعرف نتائجه أحد حتى رئيس الاتحاد الخليجي سالم الحبسي، كي يكون مفاجأة للجميع.