أبدع الهلال وأمتع وأبهر وبعثر الأهلي الذي عاد بصعوبة في الثلث الأخير دون جدوى، في يوم رياضي وطني خالد بحضور سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، رجل الأمن الأول الذي زاد في قيمة المناسبة التاريخية باحتضان أبناء الشهداء بأبوة حانية، في رسالة سامية عبر الرياضة بما يعظم قيمة الشهداء ممن يذودون عن حدود الوطن لإرساء الأمن والأمان، مع خالص الشكر لمن ساهموا في هذا التنظيم الجميل.

وفي الميدان، تجلى الهلال "دون مدافع ثالث"، وهو المعضلة الرئيسية في تشويه جمال الزعيم، نعم لاعب واحد يعتبر زائدا في الدفاع وعبئا على معنويات اللاعبين، والدليل أن بعض نجوم الفريق باحوا بما في نفوسهم من كبت: "لعبنا بالطريقة التي تعودنا عليها فأبدعنا". وهذا قلناه وكررناه منذ بداية الموسم وتلوكه ألسنة النقاد والجماهير، بأن اللعب بثلاثة مدافعين عيب تكتيكي على حساب تنظيم الوسط وتعطيل قدرات سلمان الفرج وإحراج كريري، وعدم الاستفادة من المهاجم القوي ناصر الشمراني بجوار ألميدا ومن خلفهما إدواردو، ورغم غياب ألميدا بالإيقاف إلا أن الشمراني قال "أنا لها" وصال وجال مع جميع زملائه بسرعة التمرير وحاصروا الأهلاويين في نصف ملعبهم 70 دقيقة، قبل تغييرات قسرية بإصابة العابد والشمراني أدخلت دونيس في عقدة "المدافع الثالث" دون استثمار اندفاع الأهلاويين بالشلهوب أو ياسر أو درويش مبكرا، وابتسم حظه بتفريط فيتفا في فرصة آخر ثانية..!

الأهلي غاب تماما، مكملا ما كان عليه آخر أربع جولات في الدوري بما يحتم مراجعة الحسابات فنيا وبدنيا وأن تكون أول خسارة بعد 51 مباراة لقاحا لما هو آت.