تعرف الشعوب العربية بأنها شعوب عاطفية، تتأثر بالأحداث التي تقابلها بشكل قوي، تصل أحيانا إلى حد التطرف، إما إعجابا وحبا أو بغضا قد يصل إلى حد الكراهية.

هذا التعاطي الشعبوي مع الأحداث، أوجد مجالا خصبا لكل من أراد أن يتلاعب بهذه الجماهير لتغطية أحداث معينة، لتوجيه بعض الجماهير نحو تبني وجهة نظر لم يكن لها مجال للقبول سوى بتلك الطريقة أو استغلالها وسيلة للمتاجرة بقضايا خاسرة.

في قضية محمد نور، تعاطت بعض البرامج مع القضية وكأنها قضية وطنية، ولا يجب المساس باللاعب لتاريخه، بل يطالبون بأمثال اللاعب في تشجيع غير مباشر لتقبل فكرة تناول المنشطات، كي تصبح نجما في خروج عن حقيقة أن اللاعب قد تناول مادة محظورة، مجرد ظهورها في العينة يكفي لإيقاع العقوبة لعدم ظهورها بشكلها المعروف إذا ما استخدمت أحد مشتقاتها، كما وصفت بذلك إدارة مكافحة المخدرات في تغريدات خاصة عن مادة الأمفيتامين.

وكانت لجنة مكافحة المنشطات أصدرت بيانا ترد فيه على إدارة نادي الاتحاد التي دخلت على خط المزايدة في القضية، وكان من أبرز ما قالته إن محمد نور طلب فتح العينة B، ثم تراجع عن طلبه، فلماذا تراجع؟ ثم بعد انقضاء مدة الاعتراض عاد وطلب فتحها مرة أخرى، فلماذا عاد في رأيه متأخرا؟

الحقيقة المرة أن لاعبا مثل محمد نور ختمت حياته الرياضية بهذا الشكل المأساوي، سواء تناول المادة بإرادته أو بغيرها.