رغم توفر المواهب الرياضية في المنطقة الجنوبية من المملكة، وتحديدا في لعبة كرة القدم، إلا أن اهتمام الأندية الرسمية يكاد يكون معدوما في البحث عن أصحاب تلك المواهب أولا ومن ثم احتضانها، ولا يقتصر ذلك الإهمال من قبل أندية المنطقة على المواهب الصغيرة بل يمتد إلى مختلف الفئات السنية، وهو ما تسبب في تراجع رياضة الجنوب بصورة كبيرة خلال العقد الأخير، وأرجع مدربون ونقاد ومسؤولون رياضيون في المنطقة هذا التقصير في اكتشاف المواهب وصقلها إلى عوامل عديدة، بيد أنهم اتفقوا على مكامن الخلل ووضعوا الحلول التي بإمكانها إنهاء هذا العزوف في حال جدية التعاطي معها والالتزام بتنفيذها على أرض الواقع.


 


تواضع الإمكانيات

لإلمامي بالمنطقة وعملي، أرى أن بعض العادات والتقاليد لها أثرها البالغ، بجانب حرص العائلات على الجانب التعليمي لأبنائها وعدم تشجيعهم على تنمية مواهبهم الكروية وصقلها في الأندية الرسمية.

الرياضة المدرسية كانت الرافد الأول في تنمية المواهب واكتشافها، وكانت تعد أبرز الفترات التي مرت على رياضة المملكة، بيد أن الأمور اختلفت في الآونة الأخيرة، وتراجعت الرياضة المدرسية لأسباب منها عدم الاهتمام بالأنشطة الرياضية.

تواضع الإمكانيات في المنطقة، بالإضافة إلى قلة الدعم المالي لهما الأثر الأكبر في هذا الجانب

محمد الخراشي

مدرب المنتخب السعودي سابقا


 


سوء التخطيط

النظرة السلبية لا زالت سائدة عند الكثير من أهالي المنطقة تجاه المجال الرياضي وحكمهم على الرياضة بأنها مضيعة للوقت.

وجوب تهيئة اللاعبين بالشكل السليم لمواكبة عصر الاحتراف، وتغيير نظرية الرياضة لتصبح خدمة للوطن ومصدر دخل للاعب.

بعض الإدارات تجلب لأنديتها معلمي تربية رياضية بدلا من مدربين متخصصين، ما نتج عنه سوء في التخطيط وأوضاع اللاعبين.

استثمار الأندية لا بد أن يكون مشتركا بينها وبين شركات راعية في مختلف الألعاب الرياضية لتمكين اللاعب من تقديم مستوى يؤهله للوصول إلى محافل أكبر.

صالح أبو نخاع

المشرف العام على المنتخب الأولمبي لكرة القدم




سلبية المدارس

عدم وجود البنية التحتية المناسبة وغياب الأكاديميات التي تساعد في تنمية المواهب

دور المدارس سلبي، ولم تعد تقدم أي دور إيجابي في هذا الجانب، وتعاونها مع الأندية كما كان يحدث سابقا أصبح مفقودا.

رعاية الشباب لم تحمل على عاتقها مهمة اكتشاف المواهب، فلم توفر المقرات المناسبة.

غياب الفكر الإداري، وعدم مواكبته الجيل الجديد من الشباب وثقافتهم.

محمد الغروي

رئيس نادي ضمك


 


غياب الحوافز

قيود التدريبات والمعسكرات تدفع اللاعب إلى التهرب من التسجيل في الأندية الرسمية.

عدم وجود حوافز مادية تغري المواهب بالتفكير في الالتحاق بالأندية.

تثقيف أولياء الأمور بأهمية الرياضة والاحتراف، خاصة وأنها تعتبر مصدر دخل.

يحتاج الموهوبون وأيضا اللاعبون دروسا نظرية لتعريفهم بأهمية موهبتهم وتطويرها

لاعبو الفرق الأولمبية يحرمون كثيرا من مشاركة الفريق الأول، مما يولد الإحباط بداخلهم ويؤدي إلى تركهم للنادي.

سفر آل مرزوق

المشرف العام على الفئات السنية بنادي ضمك


 


إغراءات الحواري

المواهب نضبت إلى حد كبير، وإن توفرت نجدها تلاقي تقصيرا وعدم اهتمام من الأندية، لتكون ردة فعلهم الاتجاه إلى الحواري.

كثرة المغريات والتطور التكنولوجي أثرا على عقول كثير من الشباب.

أصبح اللاعبون ينجذبون إلى إغراءات دورات الأحياء أكثر من ولائهم واحترافيتهم مع أنديتهم.

معظم مدربي الفئات السنية هم معلمون في مدارس خاصة، ويأتون في وقت فراغهم بحثا عن دخل إضافي.

* أمور الأندية في المنطقة الجنوبية باتت توكل لغير أهلها، وهذا ما أضعف فرقها.

أحمد محرز

لاعب سابق في نادي أبها ومدرب حالي


 


قيود الأندية

دور المشرفين الإداريين في المدارس والأندية ضعيف للغاية، وجهدهم على قدر ما يدفع لهم، ومع شح المال والمواهب تراجع الوضع.

ملاعب الأحياء توفر الحرية للاعب ليعبر عن موهبته، بينما تدريبات الأندية ترتكز على اللياقة والخطط الفنية والضوابط الإدارية وهي قيود لا يطيقها اللاعب الشاب.

لغة المال أصبحت مقياس التعامل بين الأندية واللاعبين، فانعدم الولاء وضاعت المواهب، وليتنا نعود لزمن الهواية حينما كانت ممارسة الرياضة حقا مشاعا للجميع.

خطوة التصحيح يجب أن تبدأ من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بفرملة الأندية الكبيرة من تهور العقود الخيالية، والحل في تقنين المصاريف المالية بما يوازي الوضع الراهن والمستقبلي

صالح الحمادي

كاتب رياضي