لجنة المسابقات اقترحت تقديم موعد ديربي الغربية من التاسعة مساء إلى السابعة، بسبب كلاسيكو الأرض، وأقوى تحدٍ، وأجمل كرة على وجه الكرة، وأمتع مباراة كرة قدم في الكون، مباراة يتفرغ لها ويحضرها رؤساء دول، ويجدولها وزراء وسادة، وتفرح بها الشعوب صغارا وكبارا، وتحميها وتحرص على إنجاحها أقوى السلطات من أي شغب، لتظهر للعالم كموسيقى تعزف ولا تعرف نهايتها، كحلوى تلتهمها حتى آخر قضمة، كفيلم سينمائي متعته مشروعة للعالم بأسره، وفي آخره لا يموت الأبطال، كفتاة حسناء تمنحك نفسها مدة 90 دقيقة، ومن شدة جمالها تخشى الاقتراب منها، وتفضل النظر إليها بكامل تفاصيلها، كعطر فرنسي أخّاذ قبل أن ترش منه رشّة تخشى من لحظة انتهائه.

ريال مدريد وبرشلونة، نعمة تستحق الاهتمام والتفرغ، وتستحق كل ما ذكر أعلاه من أجلها.

قد لا تنتمي إلى أي الفريقين، لكنك حتما ستستمتع، وإن لم يكن فعليك مراجعة ذائقتك لدى أخصائي عيون، وإن لم يُجْد فأخصائي أنف وأذن وحنجرة، وإن لم يكن أنصحك بالتنويم.

إن مقعدا في إسبانيا في ملعب اللقاء أثمن هدية تقدمها لصديق ما، فأنت حينها ستكون شاهدا على تقبيل الكرة لأقدام ميسي في منظر اعتاد عليه العالم، لكنه في كل مرة يظهر أجمل.

وبعد أن طرح اتحاد القدم فكرة تقديم موعد الديربي، ووافق عليها الأهلي، رفضها الاتحاد! في تصرف شنيع في حق المتعة، وتجاوز غير مسؤول في حق كرة القدم، رفض لم أجد له أي مبرر، وكأنه يقول لست مستعجلا على الخسارة من الأهلي، أو هو يعاني من قلة في ذائقته، أو هو رد ضعيف على اتحاد الكرة.

جماهير الفريقين هي الخاسر الأكبر منه وليست اللجنة، تعبت أبحث عن عذر وأجزم بأنه لو كان الأمر بيد اللاعبين أو الجهاز الفني أو حتى الجماهير لتمت الموافقة عاجلا غير آجل.