قامت الثورة الإيرانية عام 1979، ومن ذلك التاريخ لم يمر عام إلا وهناك مشكلة أو جريمة أو تفجير أو تدمير أو دعم للإرهابيين أو عمل إرهابي، أو غير ذلك من الأعمال المشينة التي دأبت إيران على التخطيط لها أو دعمها أو تنفيذها بشكل مباشر أو غير مباشر.

وتعد هذه الأعمال إضافات تراكمية لإنجازاتها المشينة المتمثلة في الإرهاب، وزرع الفتن والتدخل في شؤون الدول المجاورة، وغير ذلك من التصرفات غير المقبولة.

فخلال 35 عاما من قيام الثورة الإيرانية، كان لها سجلّ حافل بالإرهاب والعدوان، وتهدف من ذلك كله إلى تصدير الثورة الإيرانية رغبة في توسيع نفوذها في كثير من دول العالم في قاراته المختلفة، وحكومة المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول عانت من السياسات والممارسات العدوانية للحكومة الإيرانية، ومع ذلك عمدت إلى تبني سياسة ضبط النفس، ومراعاة حسن الجوار، ومعالجة الأمور بحكمة وتريث، وعلى الرغم من ذلك كله إلا أن إيران تمادت في غيها وتجاوزاتها خلال أفعالها العدوانية والإرهابية، ولكي توضح حكومة المملكة العربية السعودية واقع إيران، وما قامت به من تصرفات في الماضي، أو ما تقوم به في هذه الأيام، أصدرت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية بيانا وضحت خلاله حقائق الممارسات الإيرانية مدعمة بالأرقام والتواريخ والوصف الدقيق، وشمل هذا البيان سجلا متكاملا عن دعم التطرف والإرهاب للنظام الإيراني والتدخل في شؤون الآخرين، وهذا السجل واف وكاف كي يعرف العالم حقيقة هذا النظام الذي لا يحترم المعاهدات والاتفاقيات الدولية في مختلف المجالات، ولا يعمل بالقوانين والأنظمة الدولية، وكأنه يعيش فوق كل الأنظمة العالمية ولا يتعرف بها، ويرى أنه يسير في الاتجاه الصحيح وغيره في الطريق الخاطئ.

والمتتبع لما تقوم به إيران، يدرك أن ما يقوم به هذا النظام لا يترفع عن أي عمل مشين، ويُتوقع منه أي تصرف غير سوي، وما قامت به حكومة المملكة العربية السعودية -بعدما وصل الأمر إلى مستوى لا يطاق ولا يمكن تحمله- من جهود، وتصرفات على مختلف المستويات، ما هو إلا بداية جادة وحقيقية كي يعرف هذا النظام حجمه الحقيقي، ويتوقف عما يقوم به من أعمال مشينة، ومخططات إرهابية، وكي يدرك أن هناك من يستطيع أن يقول له كفى، ويجب أن تتوقف عن ممارساتك غير المقبولة، ويتوقع من دول العالم بعدما عرفت حقيقة هذا النظام أن تتعامل معه بما يتطلبه الموقف، وبكل حزم؛ لأنه إذا لم يجد من يوقفه عن ممارساته سيتمادى ويتوسع في نشر ثورته.

فعلى مستوى مجلس دول التعاون الخليجي، يُتوقع أن تقطع جميع الدول أعضاء المجلس علاقاتها بشكل كامل مع النظام الإيراني، مثلما عملت المملكة العربية السعودية بعد ما أقدم على حرق سفارتها وقنصليتها، وبذلك سيعيش هذا النظام في عزلة عن جيرانه الذين تحملوا تجاوزاته، وصبروا لسنوات عدة على أفعاله الإجرامية التي يقوم بها أو يشجع من يقوم بها من أتباعه، ونتيجة العزل ستتأثر الحكومة الإيرانية بشكل كبير في مختلف الجوانب.

كما يتوقع من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية أن تتعلم دروسا مما قامت به إيران في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية الأخرى، وأن تتخذ موقفا حاسما من دولة الملالي وتعمل على عزلها، وتقطع علاقاتها بدولة لا تقدم للبشرية أي عمل خيري، بل تعمل على تصدير الثورة الإيرانية وتشجيع العنف ودعم الإرهاب، كما يتوقع من منظمة الدول الإسلامية أن تعمل على عزل إيران وجعلها تعيش وحيدة عبر كثير من الإجراءات التي خلالها يبدأ النظام الإيراني بإعادة حساباته مع دول الجوار والدول الإسلامية. وهناك كثير من دول العالم لم تسلم من تدخل إيران في شؤونها بشكل مباشر أو غير مباشر، ويتوقع منها أن تعمل على عزلة النظام الإيراني، وجعله يعيش وحده كي يعود إلى صوابه، ويدرك أن ما يقوم به من أفعال لن تحقق أهدافه، بل ستقف حجر عثرة في طريقة للتعايش العالمي.

وخلال بيان وزارة الخارجية السعودية الذي أوضحت فيه سجلا موثقا لجميع ما قام به النظام الإيراني من أفعال إجرامية، وأحداث إرهابية شملت كثيرا من الدول بما فيها الدول الكبرى، كل ذلك يحتم على دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية والإسلامية وغيرها من دول العالم، أن تتخذ موقفا حازما تجاه هذا النظام الذي لم يتوقف عند حدود بلاده بل عبرها إلى الدول المجاورة وغير المجاورة، وكل يوم وهو يخطط أو ينفذ بشكل مباشر أو غير مباشر لكثير من الأعمال الإجرامية التي سقط نتيجة لها كثير من الضحايا الأبرياء.