كم كانت قرعة تصفيات كأس العالم النهائية قاسية وهي ترمي منتخبنا في مواجهة الكمبيوتر الياباني والضيف الثقيل الذي قدم على القارة الآسيوية فاكتسح الأخضر واليابس، وأعني به منتخب الكنجر الأسترالي.

كلا المنتخبين يضمان لاعبين ينتشرون في القارة الأوروبية ويمثلون أعتى أنديتها، بينما نحن لا نزال نتذكر احتراف بعض لاعبين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين إن لم تكن واحدة، ولأشهر قليلة ثم عادوا إلينا من جديد لسبب أو آخر.

نعم نحن كنا أسيادا للقارة، ولكن كان ذلك في أزمان ما قبل الاحتراف حين كانت اليابان مشغولة بالتكنولوجيا ولا تعرف شيئا اسمه كرة القدم، وأستراليا قابعة في قاع الكرة الأرضية تزرع الأرض وتسقي الماشية ويتصارعون على كرة ليست بدائرية في لعبة يقال عنها الرجبي.

كان تاريخنا الكروي المجيد يصطدم دائما مع المنتخب الكوري، وكان الحظ كثيرا ما يتبسم لنا، ولكن بعد أن التفت إليها الآخرون بكل احتراف وكانت بداية القصة في كأس آسيا 1992، حين ضاعت أولى كراتنا في ملاعب اليابان، ولكن لم نتنبه للحدث وقتها، خاصة أننا عدنا وأحرزنا كأس 96 وانشغلنا بعدها بالاحتراف غير المحترف لتكون انطلاقتهم فعليا بعدها، وتأهلوا لكأس العالم 98 كما هو حال منتخبنا، واستمروا في التأهل بعدها وانتزعوا كأس آسيا سنة 2000 ثم التي بعدها في 2004، وحاولنا العودة من جديد في 2007 ولكن كسبها العراق، ولا أعلم كيف كسبها حتى اليوم، أما أستراليا فلم تجد طريقا سالكا لكأس العالم إلا بعد أن ضمها بن همام لآسيا، وليته لم يفعلها ليصبح الهمّ همين.