لو استثنينا وجود الرجل الماليزي على رأس الهرم، وعراكه السياسي الطويل، وانتمائه إلى طبقة فقيرة، لكنا اليوم أمام مهاتير عربي، ونحن نتابع خطة الأمير الشاب محمد بن سلمان، لنقل البلاد من مصاف الدول ذات الاعتماد الكلي على مصادر النفط إلى دولة استثمار وصناعة واقتصاد متين لا يهزه سعر برميل نفط.

هناك ما يقارب 14 عاما للوصول للمحصلة النهائية للعمل التنموي الذي أطلقه الأمير محمد، أمس، من خلال مشروع التحول الوطني 2030، وهو ما عمل عليه مهاتير الماليزي، حين وضع خطة زمنية للتحول الذي بدأ مطلع الثمانينات ولم تدخل ماليزيا الألفية إلا وقد تحولت من دولة زراعية ذات مداخيل محدودة إلى دولة صناعية بلغ إنتاجها القومي الصناعي 90% من إجمالي الصادرات.

نحن أمام تحول حقيقي على مستوى الاقتصاد والتنمية في بلادنا، وستكون لدينا فرصة كبيرة في تنويع مصادر الدخل، وخلق الاستثمارات والفرص الوظيفية، مع وجود صندوق الاستثمارات السيادي الكبير، والذي بحسب الأمير، سيؤثر في العمل الاستثماري في العالم ككل، وليس في السعودية فحسب، إلى جانب الطموح الكبير لدخول سوق الصناعة، إلى جانب التحيز للبسطاء على حساب أهل الثراء، وهو ما فعله أيضا مهاتير.

تحدث الأمير عن الترفيه والثقافة والسياحة، كرافد اقتصادي يسهم في تنويع مصادر الدخل، وهو ما تفعله دول العالم بما فيها ماليزيا مهاتير، وهذا يعني أنك تستثمر في الإنسان قبل المكان، ويتبقى علينا بعض الإجراءات البسيطة والشجاعة حتى تدخل هذه الخطة حيز التنفيذ، ونحن على يقين أن مهاتيرنا العربي السعودي سيتجاوز العقبات والأفكار التي كانت تقف دائما دون تقدمنا السياحي والثقافي والحضاري التنموي.