متى يدرك مسؤولو النظام الإيراني وأذنابهم وعملاؤهم في مختلف بقاع الأرض أن دلمون "أرض عربية" كانت وما زالت على مر التاريخ منذ عهد السومريين وحتى اليوم.

تزايد التصريحات الفارسية حول مملكة البحرين يعطي انطباعا واضحا عن المؤامرة التي تحاول الأيادي الإيرانية إيقاد فتيلها في تلك البقعة من الأرض، وتحديدا منذ عام 2011 الذي شهد المحاولة الفاشلة لجر المملكة إلى مربع صراع الربيع العربي.

المضحك المبكي في هذه القصة الأرقام المهولة للتصريحات والتي رصدها مركز الخليج للدراسات في دراسة علمية حديثة بينت أن رقم تصريحات المسؤولين الإيرانيين – باختلاف مراكزهم – حول البحرين فاق ما صرح به هؤلاء حول بلدهم ومشاكلهم الخاصة، وحددت الدراسة الأشهر الستة الأخيرة.

تفرغ مسؤولو النظام الإيراني للبحث عن مشاكل البحرين وإشعال وقود الفتنة عبر العديد من الخلايا التي تنشط برعاية من أيادي النظام الخبيثة، التي طالتها قبضة أجهزة الأمن في أكثر من مناسبة، تم من خلالها إحباط عدد من المحاولات لمجموعات إرهابية، وخلايا نائمة على مدى السنوات الخمس الماضية.

ربما لا يفهم أولئك النفر أن الخليج اليوم أصبح أكثر قوة من ذي قبل، وما أفرزته أحداث اليمن من انكسار مرير لذراع إيران المتمثل في جماعة الحوثي، دليل واضح على ما أقول، وبالتالي فإن أي تهديد يطال أي دولة خليجية سيكون أثره قاسيا، في ردة الفعل التي ستفاجأ بها تلك الأيادي الخبيثة.

ولم يتوقف الأمر عند حدود التحريض على البحرين، فقد طالت التحريضات هذه المرة دولة الكويت، من خلال تصريح أطلقه أحد أذناب النظام الإيراني الأسبوع الماضي، في إشارة واضحة وصريحة إلى المخطط الدنيء الذي تخبئه تلك العقول التي تقف على رأس ذلك النظام وحلمها الأزلي بولاية الفقيه.

لا شك أن الزمن تغير، وما مضى ليس كما سيكون، خصوصا مع اليد الغليظة التي أظهرتها المملكة العربية السعودية أخيرا في تعاملها الجاد مع بعض الملفات ذات الأهمية، وعلى رأسها الملف الإيراني وأذرعه الممتدة من اليمن وحتى لبنان.

وبالتأكيد فإن رسالة السعودية التي وجهتها بالقوة العسكرية جنوبا صوب صنعاء، وبالسياسة والدهاء في بلاد الأرز، كان لها الأثر الكبير في توجيه صفعة قوية للمشروع الفارسي الذي كان صرحا من خيال فهوى بسيف الحسم والحزم، حتى باتت تلك القوى تتخبط في دوائر مغلقة، أوصلتها إلى العودة مجددا لفتح جبهات "كلامية" في كل من البحرين والكويت.

إن التصريحات الإيرانية ضد مملكة البحرين وضد الكويت تعكس حجم الدور التحريضي الذي تمارسه طهران بصبغة طائفية مقيتة، ويؤكد ذلك تباين التصريحات من مسؤول إلى آخر داخل أجهزة هذه الدولة، كاللهيان وخامنئي وبرست وأخيرا مرضية أفحم.

والأكثر دلالة على ارتباط النظام الإيراني بكل ما يحدث هناك، هو التزايد الطردي لتلك التصريحات كردة فعل لكل تدبير أو احتراز أمني تقوم به الأجهزة الأمنية في كلتا الدولتين تجاه مؤسسات أو أفراد ثبت تورطهم في قضايا تخص أمن الدولة، وبشكل أوضح تختص بمكافحة الإرهاب.

ومن نافلة القول الإشارة إلى بعض تلك الأسماء القبيحة في فعلها كما هو الحال بالنائب دشتي في الكويت والمرجع الشيعي قاسم في البحرين، فالإجراءات التي طالت الرجلين أحرقت قلوب مسؤولي نظام طهران وأصابتهم في مقتل، بيد أن تلك الإجراءات لن تكون الأولى أو الأخيرة تجاه كل من يمد يده بالسوء إلى أي أرض من أراضي الخليج العربي سواء كفاعل رئيسي أو كمحرض، وأن يد العدالة ستكون حاضرة وبقوة لأمثال ذلك الهارب خارج أراضي الكويت النائب الشيعي دشتي.