أكد المشاركون في مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية الذي عقد بمدينة فرانكفورت الألمانية على مدى يومين، رفضه تدخلات طهران في المنطقة، وتسييس مناسك الحج واستغلالها لأغراض سياسية، مشيرين إلى أن النظام الإيراني يسعى إلى تصدير مشاكله السياسية والاقتصادية إلى خارج حدوده، من خلال خلق أزمات في الدول المجاورة عن طريق الطائفية.

ودعا المشاركون في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "أوضاع الشرق الأوسط وحاضر ومستقل إيران"، المعارضة الفارسية بكل توجهاتها لتوحيد صفوفها أسوة بالأحزاب غير الفارسية المتمثلة بـ"مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية"، حيث يمكن بذلك تسريع إسقاط النظام وبناء نظام جديد مبني على مبادئ حقوق الإنسان، وأهمها حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وكان المؤتمر الذي جرت فعالياته أمس وأول من أمس، قد شهد للمرة الأولى حضور أحزاب وشخصيات فارسية، من بينها شهريا آهي وهو ناشط فارسي مستقل يميل إلى الملكية الدستورية، وعباس خرسندي من الجبهة الديمقراطية في إيران، ورئوف كعبي من "فدائيي الشعب" وشخصيات فارسية مستقلة أخرى، وأعلن المشاركون عن تضامنهم مع حقوق الشعوب في تأسيس أقاليمها على أساس قومي جغرافي، كما أعلنت عن موافقتها المبدئية مع نظام فيدرالي بعد سقوط النظام الحالي في إيران.

إنهاء التوسعية

أكد المتحدث باسم حزب الشعب البلوشي، ناصر بليده، أنه في حال سقوط النظام الإيراني وبناء نظام فيدرالي على أساس قومي جغرافي ستتنفس المنطقة ودول الجوار الصعداء، حيث ستنتهي الطائفية والتوسعية الفارسية، مشددا على أن أقاليم مثل بلوشستان والأهواز وكردستان في إيران، لا يعنيها التدخل في سورية أو العراق أو أي دولة مجاورة.

ودعا الناشط الفارسي شهريار آهي، المعارضة الإيرانية إلى "توحيد جهودها ورمي الأحجار في وقت واحد وبشكل جماعي وليس منفردا"، في وجه نظام الملالي بطهران.

وقال الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، مصطفى هجري، إن حزبه يبحث عن توسيع نطاق الكفاح ضد النظام الإيراني ليشمل بقية المدن الإيرانية ولا يقتصر على إقليم كردستان إيران، مشيرا إلى أن النظام لا يقبل أي معارضة حتى ولو خرجت من عباءته، لافتا إلى أن سجون النظام مليئة بالإصلاحيين من الداخل.

وشدد هجري على أن إيران ستشهد العنف في حال لم يستقر فيها نظام ديمقراطي يعترف بحقوق الجميع، خاصة مع ازدياد الوعي عند أبناء الشعوب غير الفارسية وتعرفها على حقوقها القومية.

إدانة الإعدامات

قال القيادي في "حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي"، ياسين الأهوازي، إن المؤتمر أعد مسودة بيان يدين فيها الإعدامات الأخيرة في إيران بحق النشطاء الأكراد السنة والأهوازيين، وكذلك تدخلات طهران في المنطقة وتسييس مناسك الحج، لافتا إلى أن نظام طهران يعمل على خلق أزمات في الدول المجاورة عن طريق الطائفية، وذلك للتغطية على مشاكله السياسية والاقتصادية.

وأضاف الأهوازي أن النظام الإيراني أطلق عنان الحرس الثوري لتشكيل ميليشيات جديدة تحت عنوان الجيش الشيعي، وهي بمثابة عملية توسيع لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، مستغلا شعارا طائفيا لتلبية أطماعه التوسعية، مما يعني أن إيران لن تعير أي اهتمام بالقوانين الدولية والدعوات المطالبة بالأمن والاستقرار في المنطقة.

في سياق متصل، تحدث أكراد وفرس وبلوش وأتراك آذريون وتركمان في المؤتمر، وأدانوا القمع في داخل إيران وتدخلات طهران المخربة في المنطقة.

حراسة الشرطة الألمانية

شهد مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية حضور الشرطة الألمانية بشكل ملحوظ بملابس مدنية وعسكرية داخل وخارج مبنى مؤتمر فرانكفورت لمنع حدوث عملية اغتيال أخرى ضد النشطاء الأكراد، حيث كان قد تم اغتيال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، عبدالرحمن قاسملو عام 1989 بعد أن استدرجته طهران لمفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا في عملية لا تزال ملفاتها مفتوحة، وأكبر المتهمين فيها هما الرئيسان السابقان أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمود أحمدي نجاد.