أكد نائب رئيس لجنة الخرسانة والطابوق في الغرفة التجارية والصناعية بالأحساء المهندس منصور بن إبراهيم العفالق، دخول محافظة الأحساء في أزمة نقص حادة في "الخرسانة" الجاهزة، بعد خسارة ما نسبته أكثر من 50 % من طاقتها الإنتاجية، بواقع أكثر من 6 آلاف متر مكعب يومياً، نتيجة إغلاق قرابة 15 مصنعاً لتصنيع الخرسانة الجاهزة داخل النطاق السكني في الأحساء أول من أمس، لافتاً إلى أن المصانع التي تعمل حالياً لا تتجاوز الـ5 مصانع، مضيفاً أن قرار الانتقال حتمي وواقع، وأن هذه المصانع لديها الجدية في الانتقال والتشغيل في المواقع الجديدة. 

 


 %15 زيادة

أشار العفالق لـ"الوطن"، عقب إغلاق لجنة حكومية في الأحساء لتلك المصانع الواقعة داخل الأحياء السكنية في مدن وقرى المحافظة، إلى أن الانتقال سيؤدي إلى زيادة أسعار الخرسانة لا تقل عن 15 % ناتجة عن زيادة التكلفة (بسبب النقل) بواقع 20 ريالاً للمتر المكعب الواحد، علاوة على توقعات بحدوث زيادة إضافية في الأسعار مصاحبة لقانون زيادة الطلبات ونقص الإنتاج بسبب الإغلاق، موضحاً أن جميع مالكي المصانع "المغلقة" قد أبدوا استعدادهم للانتقال، وقد استأجروا مواقع من أمانة الأحساء في المنطقة الصناعية على طريق الخليج "الدولي" منذ 5 أعوام، بيد أن تلك المنطقة كانت ولا تزال تفتقد للعديد من الخدمات الأساسية، علاوة على احتياج المنطقة إلى أعمال "دفن" للحفريات تصل أعماقها إلى 4.5 أمتار، واستنزف ذلك جهداً ووقتاً ومصروفاً مالياً، وعدم اكتمال أعمال السفلتة والإنارة في طرقات المنطقة، إذ سفلتت أجزاء من بعض هذه الطرقات، وعدم وجود مشروع للمياه والصرف الصحي، وعدم اكتمال البنية التحتية من شبكات الاتصال ومراكز خدمية للشرطة والدفاع المدني والهلال الأحمر وغيرها، تحسباً لأي طارئ وحماية المنطقة ومنشآتها، مطالباً المسؤولين بتشكيل لجنة حكومية للوقوف ميدانياً مع ملاك المصانع على أوضاع المنطقة.

 


نقص الكهرباء

 


قال العفالق إن الطاقة الكهربائية في المنطقة الجديدة غير كافية، ونسبة تغطيتها لا تتجاوز الـ10 % من احتياجات المصانع من الطاقة الكهربائية، وطبقاً لوعود المسؤولين في الشركة السعودية للكهرباء يتوقع إيصال الكهرباء بشكل كاف في الربع الأول من العام الميلادي المقبل، وهو الأمر الذي يكلف المصانع التي تعمل حالياً توفير مولدات كهربائية تقدر تكلفة الواحد منها 500 ألف ريال، أو استئجار مولد بـ40 ألف ريال شهرياً، وبعض المصانع تحتاج لأكثر من مولد كهربائي، بجانب توفير ديزل لتلك المولدات بتكلفة لا تقل عن 15 ألف ريال شهريا للمولد الواحد.


مدخل كارثي

وصف العفالق "مدخل" المنطقة الصناعية الجديدة بـ"الكارثي"، في حال تدفق دخول وخروج الشاحنات، التي تقدر عدد رحلاتها بـ6 آلاف رحلة متنوعة، وعدم وجود منطقة التفاف مناسبة تسمح بدخول وخروج الشاحنات التابعة للمصانع والمواد الأولية، بجانب حركة مركبات العاملين السعوديين والمقيمين، وكذلك الحافلات التي تقل العاملين من وإلى المصانع. ودعا إلى منحهم فرصة أخيرة لأعمال فك وتركيب وصيانة المعدات، وعاد ليؤكد أن الكهرباء والمدخل هما العائقان الرئيسان للانتقال إلى الموقع الجديد.

 


تنفيذ التوجهيات

أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام، المتحدث الرسمي في أمانة الأحساء خالد بووشل لـ"الوطن" أن أمر الإغلاق لتلك المصانع يأتي إنفاذاً لتوجيهات الجهات المختصة، وقد أعطيت الفرصة الكاملة لمالكي تلك المصانع بالانتقال إلى المنطقة الصناعية الجديدة، وقد انتهت المدة الزمنية للمهلة للانتقال، مؤكداً أن الأمانة نفذت مشروعات سفلتة ورصف للطرق في المنطقة، وأن الانتقال إلى المنطقة الجديدة هو مصلحة عامة فيها صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، علاوة على أن فيها صحة للبيئة من الأضرار الناتجة من المصانع.


أزمة مالية

أشار إلى أن بعض المصانع التي لديها عقود من مشاريع كبيرة، قد لا يكون في وسعها تلافي أزمة النقص من خلال توفير الاحتياجات المطلوبة من الخرسانة من مصانع تابعة لها، إذ إن من بين تلك المشروعات التي تتطلب كميات خرسانة كبيرة مشاريع كبار وجسور في المحافظة، وتتطلب خرسانة ذات مواصفات عالية جداً، مضيفاً أن الـ15 مصنعاً ستواجه أزمة مالية كبيرة في سداد مرتبات الموظفين العاملين في المصانع بسبب الإغلاق والتوقف عن الإنتاج نهائياً، مشيراً إلى أن المسافة الطويلة ما بين المصانع وداخل المدينة تكبد المصانع خسائر مالية باهظة جراء تقلص رحلات عربات "الخرسانة"، بسبب الفترة الزمنية التي تستغرقها من المصانع إلى مواقع العمل و"العكس"، وهو الأمر الذي يتطلب زيادة عدد العربات لمواجهة الطلبات بالطاقة الإنتاجية السابقة قبل الانتقال إلى المواقع الجديدة.