??إلى متى يبقى شرف المشاركة هو أقصى طموحاتنا الأولمبية، وإلى متى تستمر القناعة كنزا في أعيننا وقد تغير العالم من حولنا حتى أصبح القناعة في أعين الآخرين رديفا للرضا عن محدودية القدرات والاكتفاء بالقليل!

ألا يحق لنا أن نفرح ونفخر بمنجزاتنا الفردية كباقي الأمم؟ ألسنا كباقي الأمم نبني دولنا بمنجزات الأفراد وقدراتهم العقلية والجسدية ونسهم في رفع علم بلادنا عاليا في المحافل الدولية؟ لماذا ما زلنا نقبع في مؤخرة الدول في كل إنجاز فردي، فلا نجد لاسم المملكة إشارة سوى في المسائل التي تثير دهشة العالم، وعلى رأسها مشاركة المرأة وكأن ذلك في ذاته إنجاز.

قبل 4 أعوام كتبت في هذه الزاوية عن التجربة الصينية في كيفية بناء الأبطال، وكيف أنهم أطلقوا مشروعا أسموه (119) وهو عدد الميداليات المستهدف تحقيقها والتي انتهت بـ88 ميدالية، وكيف رصدت الدول عشرات ومئات الآلاف كجوائز مالية لمن يحقق ميداليات باسمها، في وقت نجد أن دولا صغيرة مثل جرينادا في أولمبياد لندن، وفيجي في أولمبياد ريو حققتا الذهب في حين نحن ما زلنا ننتظر.

لا يمكن القول والتبرير بأن العرب غير قادرين على الإنجاز، فسعيد عويطة ونوال المتوكل المغربيان حققا إنجازات عظيمة لبلدهما، والشيخ أحمد بن حشر للإمارات حقق إنجازا رائعا، وأبطال الجزائر الكثر لا يمكن لنا أن ننساهم وغيرهم وغيرهم.. حتى في أولمبياد ريو الحالي أتى الرامي فهيد الديحاني ليحقق إنجازا ذهبيا للكويت أسعد به شعبا كاملا، وإن كان تحت مظلة العلم الأولمبي، بسبب حرمان الكويت من المشاركة، ليضيف بذلك إنجازا عربيا خليجيا جديدا.

ما يثير استغرابي أن الإعلام السعودي ركز على اختيار الأميرة ريمة بنت بندر وكيلة لرئيس هيئة الرياضة، أكثر من اهتمامه بمشاركة الرياضيين السعوديين، وركز المغردون لأسباب فكرية على مشاركة المرأة أكثر من اهتمامهم بما ستقدمه إلى جانب شقيقها الرجل الذي بدوره لم يقدم شيئا كما يبدو، فإن كان المجتمع قد استبشر في الأولمبياد الماضي بمشاركة المرأة فما المبرر لنعود مجددا للحديث حول الأمر ذاته وقد تجاوزناه سابقا.

عندما لا يكون لدينا أمل فإننا نفضل تشتيت الانتباه لأمر ثانوي لنقنع به أنفسنا أننا نتقدم، بينما الحقيقة تقول إننا "مكانك سر"، فمتى نعي أننا نستحق أكثر من شرف المشاركة ومتى نتحرر من مقولة "القناعة كنز لا يفنى"، وأن غياب الإنجاز الفردي من منطلق قناعتنا بمقولة "الموت مع الجماعة رحمة" هو السبب الذي يجعلنا نركز على الرياضات الجماعية، ورغم ذلك ما زلنا نفشل!