تمكّن اللوبي الفارسي من التغلغل في الإعلام الغربي، للتسويق لمشروع طهران التوسعي في المنطقة، والعمل على تشويه صورة المملكة والعرب، وذلك وفقا للإعلامي الأحوازي حامد الكناني، إذ أشار إلى أن المهاجرين الفارسيين باتوا يسيطرون على عدد من وسائل الإعلام الغربية.




قال الإعلامي الأحوازي حامد الكناني إن إنهاء عمله من قبل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، جاء بسبب صورة له تشرف خلالها بمصافحة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أثناء استقباله الوفود الذين استضافتهم المملكة لأداء فريضة الحج على نفقتها الخاصة العام الماضي، مشيرا إلى أن هذا الأمر أثار حفيظة القناة البريطانية التي يسيطر على مفاصل قرارها شخصيات نافذة ومرتبطة بالنظام الإيراني، وهو ما دفعهم إلى فصله عن عمله، بحجة أن تلك الصورة تؤثر على حيادية القناة رغم أنها بالفعل غير محايدة ومخترقة من اللوبيات الإيرانية في بريطانيا.




المستقرون بدول المهجر

أضاف الكناني أن هنالك تعاونا وتعاضدا واضحا يتشكل من العناصر الموالية للنظام الإيراني، ونظام بشار الأسد، وأنصار حزب الله، بالإضافة للموالين له من الطائفة المسيحية والقوميين الفرس، والذين يشكلون اللوبي الكبير الذي يسيطر على "بي بي سي" الناطقة باللغة الفارسية ومثيلتها الناطقة بالعربية، أو الإدارة نفسها، وهو ما يجعل انتقاد التمدد الإيراني، أو طبيعة عمل تلك القيادات فيها بالأمر المستحيل.

وأشار الكناني إلى مدى تأثير الشخصيات المتنفذة الإيرانية في وسائل الإعلام الغربية، حيث ذكر أن الكثير من الإيرانيين الذي استقروا في دول المهجر طيلة العقود الماضية، استطاعوا بناء شبكات ومجموعات موالية لهم، وتغلغلوا في معظم وسائل الإعلام، إضافة لوجود علاقات تربطهم بالنظام الفارسي الحاكم بإيران، والذي يعطي الامتيازات والمنح الدراسية والوظائف لأبناء طائفته، ويحرم الشعوب غير الفارسية منها.




صوت أميركا

قال الكناني "إن المهاجرين من الطائفة الفارسية في أميركا وأوروبا، باتوا يسيطرون على تلفزيون صوت أميركا، والموقع التابع له، إضافة لإذاعة أميركا الناطقة بالفارسية والمعروفة باسم"راديو فردا"، وتلفزيون بي بي الفارسي والموقع التابع له، وقناة "يورو نيوز" الفارسية التابعة للاتحاد الأوروبي، وراديو "دويتشه فله" الفارسي التابع لألمانيا، وراديو "زمانه" التابع لهولندا. ولفت إلى أن المتتبع لمواد ومنشورات تلك القائمة من وسائل الإعلام يجد أنها تحمل في طياتها جرعات محتقنة من التمييز العنصري، والتسويق للمشاريع الإيرانية، من خلال تبرير تدخلاتها في دول المنطقة، فضلا عن عمليات الإقصاء الممنهجة من مديري تلك الوسائل ضد من يخالفهم المنهج أو الطائفة، من العرب الأحوازيين، أو من أبناء الطائفة الفارسية المخالفين لهم.




الموالاة بالمصاهرة

ذكر الكناني أن النشاطات الإيرانية المتغلغلة في وسائل الإعلام الغربية لم تقتصر على ذلك فحسب، بل وصلت إلى حد خلط الحب بالسياسة والمصاهرة، حيث إن صهر وزير الخارجية الأميركي جون كيري هو إيراني يدعى بهروز بريان ناهيد، المقرب من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، واعتبر مراقبون أن الاتفاق الإيراني الأميركي كان من منطلق هذه المصاهرة، بالإضافة إلى الشابة الإيرانية مينو براتي التي تزوجت من وزير خارجية ألمانيا السابق يوشكا فيشر الأكبر منها بحوالي 20 عاما، والذي لعب دورا مهما في اتفاق الترويكا الأوروبية مع طهران، وإبعاد شبح الحرب عنها عام 2003.

وبحسب موقع "فري ريبابلك"، لفت الكناني إلى أن زوجة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق الدكتور محمد البرادعي عايدة كاشف، هي إيرانية الأصل، وبنت عم رجل الدين الإيراني الذي كان يرأس مجلس خبراء القيادة في إيران، محمد رضا مهدوي كني، حيث لعب الأخير دورا بارزا في إخفاء نشاطات إيران النووية، في الفترة التي كان يرأس فيها البرادعي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


ضعف الإعلام العربي

عقب الكناني بالحديث عن اللوبي الإيراني، الذي يعمل بشكل ممنهج على تشويه صورة المملكة خاصة، والعرب عامة، باتهامات باطلة لا تمت للحقيقة إطلاقا، بينما يغضون الطرف عن الإرهاب الإيراني، والتدخل في دول المنطقة، ودعم الإرهاب بكافة أشكاله، مرجعا سبب ذلك بضعف الإعلام العربي في الغرب، وعدم تمكنهم من إطلاق قنوات ناطقة بالإنجليزية أو الفارسية، تدعم الأمة العربية في مشاريعها وآرائها.

يذكر أن حامد الكناني، هو عربي أحوازي يرجع إلى قبيلة زهران، التي استوطنت مدينة الباحة جنوب المملكة، حيث دفع البحث عن الرزق جده إلى الهجرة للالتحاق بأبناء عمومته في الأحواز. ومما يشكل على كثير من الناس، أن هنالك عربا إيرانيين، هاجر أسلافهم مع الفتح الإسلامي لبلاد فارس، واستوطنوا خراسان، وكرمان ومناطق أخرى، وعربا أحوازيين، الذين كانوا يعيشون فيها قبل وصول الفرس للواحات الإيرانية بآلاف السنين.