بعد طول انتظار خرجت الجهة المنظمة لمعرض جدة للكتاب شركة الحارثي للمعارض عن صمتها الإعلامي، لتؤكد في تعليقات خصت بها"الوطن"، أنه لا يوجد على النسخة الثانية للمعرض أي مقاطعة "فيتو" من قبل اتحاد الناشرين العرب، على خلفية مطالبه الثلاثة الأخيرة، والمرتبطة بـ"تخفيض سعر المتر المربع"، و"التأمين على البضائع"، و"حصول الناشرين على تأشيرات حكومية بدلا من التجارية". ويبدو أن جملة المطالب السابقة شكلت مسارا تفاوضيا لم تنته فصوله، منذ مؤتمر الإسكندرية الأخير للاتحاد في السادس من سبتمبر الجاري، والتي طالبت فيها شركة الحارثي للمعارض، بما وصفته بـ"المساواة" مع المعارض الدولية الأخرى، كالشارقة والرياض على سبيل المثال.

 


القيمة التأمينية

 كان أهم مطالب من القائمين على معرض جدة الدولي للكتاب هو "تخفيض سعر المتر المربع"، من السعر الحالي 200 دولار أميركي ـ شاملا تأمين "بضائع الناشرين، إلى 110 دولارات، فردت شركة "الحارثي للمعارض" على هذا الطلب ـ حسب معلومات الوطن ـ بإخطار الاتحاد في مؤتمر الإسكندرية، بأنهم سيخاطبون شركة التأمين الخاصة بمعرض جدة للكتاب، لتأمين بضائع العارضين الذين يريدون التأمين، وسيتم حساب القيمة التأمينية، وفقا لكلفة بضائعهم المعروضة.

وبالنسبة لاستبدال تأشيرات العارضين بالحكومية بدلا من التجارية "المكلفة ماليا"، أسوة بمعرض الرياض الدولي للكتاب، وهو المطلب الذي شدد عليه اتحاد الناشرين العرب، ذكرت "الحارثي للمعارض"، أنهم سيرفعون طلبا مباشرا إلى محافظة جدة (الجهة المالكة للمعرض)، وهي من بيدها قرار ذلك.

 


غياب الاعتماد

حتى اللحظة لم تعتمد لجنة المعارض الدولية باتحاد الناشرين العرب معرض جدة للكتاب بالصيغة الدولية، وتقر الشركة المنظمة بذلك، إلا أنها تنافح بقولها: إن المعرض دولي بمشاركاته، فالنسخة الثانية منه في ديسمبر المقبل ستشهد مشاركة 25 دولة عربية وآسيوية، وتركيا، والصين، ومشاركات من أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية"، موضحة أن عدد الناشرين الذين تأكدت مشاركتهم حتى اللحظة قرابة 500 دار نشر، قاموا بتوقيع العقود، وتحصيل الدفعة الأولى لذلك، مع وجود دور ما زالت على قائمة الانتظار بحسب "الحارثي للمعارض".

 


السؤال الأهم

 تظل الإجابة على السؤال المركزي حيال سبب عدم اعتماد معرض جدة للكتاب، ضمن قائمة معارض الناشرين العرب الدولية، مهمة جدا للمهتمين بالكتاب والحركة الثقافية بشكل عام، سواء في المملكة أو الدول العربية، وهنا تتباين الآراء، فالشركة المنظمة تؤكد لـ"الوطن"، أن موفدها لمؤتمر الإسكندرية الماضي، طرح تساؤلها على مجلس إدارة الاتحاد، ولم يتحصل على إجابة صريحة، غير أن الأمر يخضع لبعض الإجراءات "غير الواضحة". 

في حين أن مصادر اتحاد الناشرين العرب أكدت لـ"الوطن"، أنه لا مقاطعة لمعرض جدة للكتاب، وهو من أهم المعارض على مستوى الدول العربية، لكن هناك بعض الشروط الواجب توافرها في النسخة المقبلة، والتي وردت في المطالب الثلاثة السابقة.

كما انتقدت "الحارثي للمعارض"، شروط اتحاد الناشرين بشأن التأمين، حيث قالت إن التأمين لم يطبق على معرضي الشارقة والرياض، رغم أنهما دوليان معتمدان من قبل الاتحاد.

الجديد في النسخة المقبلة لمعرض جدة الدولي للكتاب، هو زيادة مساحة الخيمة الرئيسية للعارضين إلى 24 ألف متر مربع، ضمن المساحة الإجمالية العامة المقدرة بـ40 ألف متر مربع.