أزمة المصطلحات الشهيرة "كفاية دلع" و"دلع المتقاعدين"، والتي تصدرت المشهد المحلي السعودي، تجد نفسها اليوم أمام مصطلح جديد وجد التفاعل ذاته وسط التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر"، ولكن مسرحها هذه المرة وزارة النقل، وطرفيها مسؤولها الأول الوزير سليمان الحمدان، والرئيس التنفيذي لخدمات الملاحة الجوية السعودية، المهندس حازم أبوداود.

خارطة الأزمة وشرارتها، والتي دخل فيها أيضا نجوم "سناب شات"، بعد تسرب سلسلة مراسلات بريدية إلكترونية بين الطرفين، نظير اعتراض أبوداود على أمر صادر من مساعد الرئيس للاتصال المؤسسي والتسويق، يطلب فيها من الشركة بتحمل سكن وإقامة وفد المملكة من موظفي هيئة الطيران المدني لحضور أعمال الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولية الإيكاو في مونتريال، إضافة إلى التكاليف الخاصة بالهدايا، وصرف مكافآت للعاملين في مكتب الوفد السعودي، والمقدرة بـ450 ألف ريال، والذي عدّه الرئيس التنفيذي لخدمات الملاحة الجوية السعودية، مخالفا للأنظمة الإجرائية، لكن القصة ليست هنا، بل في اعتماد الوزير بالصرف برسالة إلكترونية رسمية، كانت سببا في تصاعد الأزمة بعبارة "أنا لن أقبل منك أنت أن تُقَرّر غير ما أوجّه به أنا، كافة تكاليف ومصاريف رحلة مونتريال ستتحملها الملاحة الجوية، وبالكامل، (وبلاش بربرة)".

أزمة المراسلات الإلكترونية استخدمت للرد عليها هواتف ذكية، بحيث لا يفصل بين الردود سوى دقائق معدودات، انتهت باستقالة "أبوداود"، ويشتعل "تويتر"، بعد الخطابات المسربة حتى وصلت جملة "بلاش بربرة" إلى الترند في موقع "تويتر"، وهي الجملة التي وجّهها الوزير "الحمدان" إلى المهندس "أبوداود"، وتسببت في استقالته ذاكرا فيها: "الإخوة الزملاء أفيدكم بأنني قدّمت استقالتي، الليلة من العمل وتم قبولها، وقد طُلب مني أن أنفذ أمورا غير نظامية؛ لكنني أوضحت موقفي، ولا أحب العمل في مثل هذه البيئة غير الصحية، والتي لا يحترم فيها الإنسان، هذا ما أحببت أن يعرفه الجميع؛ إذ إنني لن أعمل أي عمل لا يرضي الله، ولا يرضي ضميري".