فيما تمضي العلاقة السعودية التركية على قدم وساق، في تثبيت الرؤى والمواقف تجاه الأحداث المتسارعة في المنطقة، من خلال تبادل الزيارات الثنائية بين البلدين، وازدياد عملية التشاورات في مختلف القضايا المشتركة، تجاه ما يعصف بالمنطقة من أزمات وصراعات أهلية، قالت مصادر إن التطور المتزايد في علاقة البلدين، يؤكده وصول ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز إلى أنقرة اليوم، حيث تؤكد هذه الزيارة الرفيعة المستوى، حجم التوافق بين السعودية وتركيا في بلورة صيغ جديدة لإدارة القضايا المشتركة.

 


 تحديات مشتركة

أوضح النائب في حزب العدالة والتنمية الحاكم نور الدين شيرين لـ"الوطن"، أن صناع القرار في البلدين المؤثرين على الساحتين الإقليمية والدولية، يوليان أهمية قصوى لإعلاء المصالح المشتركة فوق كل اعتبار، في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات كبيرة ومعقدة، تتطلب تضافر الجهود لتوفير البيئة المناسبة لمواجهة تلك التحديات، مضيفا "إن جهود تركيا والسعودية يجب أن تتكاثف حيال الأوضاع الحاصلة في سورية، والعراق، ومحاربة داعش".

وأشار شيرين، إلى أن العلاقة التي تربط أنقرة بدول الخليج وخصوصا الرياض، ليست وليدة اليوم، بل تمتد إلى عقود سابقة على كافة الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية، والثقافية، بحيث إن زيارة ولي العهد إلى أنقرة في هذا التوقيت، تضع الأسس في امتداد الشراكة والتعاون بين البلدين.


 التهديدات الأمنية

يرى مراقبون أن البلدين يواجهان تقريبا تحديات متشابهة نوعا ما، أبرزها الإرهاب الإيراني والتمدد غير المشروع في دول المنطقة، وتغلغلها في العواصم العربية من خلال ميليشياتها الطائفية التي وفرت الأرضية المناسبة لظهور تنظيمات إرهابية، كالقاعدة وداعش، اللذين باتا يهددان ليس فقط السعودية وتركيا، وإنما دول العالم، الأمر الذي يزيد من فرص تلاقي الرياض وأنقرة على أرضية مشتركة لمواجهة الإرهاب.


تدفق المتطرفين

حسب المراقبين فإنه في حين تواجه أنقرة خطر تدفق المتطرفين من مناطق الصراع السورية العراقية على حدودها الجنوبية، تواجه الرياض أيضا حربا شعواء على حدودها الجنوبية المتاخمة للحدود الجنوبية، ضد خطر الميليشيات الحوثية الانقلابية وتحالفهم مع الرئيس المخلوع علي صالح، الذين ما برحوا يقصفون المناطق الجنوبية للمملكة بالصواريخ والمقذوفات الإيرانية الصنع.

ويتطلع المراقبون إلى النتائج التي ستسفر عنها زيارة ولي العهد، في الوقت الذي تؤكد فيه مراكز الدراسات المختلفة أن البلدين يجب أن يشكلا تحالفات أعمق بينهما لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة، كونهما يعتبران حجر الأساس والعمق الإستراتيجي للأمة الإسلامية.