كرة القدم ليست رغيف الفقراء فحسب، بل تعد المتنفس الأول لكافة شرائح المجتمع، باختلاف اهتماماتهم واتجاهاتهم، فإذا أردت أن تعرف مدى تأثير هذه الساحرة على المجتمع بشكل عام، فما عليك إلا أن تلاحظ مدى الحراك العام الذي تحدثه هذه المجنونة في ذلك المجتمع، حينما تحتدم المنافسة في مسابقاته المحلية.

ويعود شغف السواد الأعظم بكرة القدم، عطفا على كمية الزخم الجماهيري والإعلامي الذي يحيط بها، لكن للأسف الشديد أن كل هذا الزخم الكبير الذي يحيط برياضتنا، لا يوازيه عمل احترافي حقيقي من قبل القائمين على شؤون كرة القدم في البلاد، فهذه لجنة المسابقات ترفع لمسابقاتنا المحلية شعار "تحذير توقف متكرر"، تحت ذريعة "المنتخب أولا"، معتقدين أنهم بهكذا أسلوب قادرون على استمالة الوسط الرياضي معهم في قتل متعة الدوري السعودي، وهذا ما ترفضه الأندية وجماهيرها وكل باحث حقيقي عن متعة كرة القدم، فما نشاهده حاليا من تأجيلات متكررة ولفترات طويلة لمنافساتنا المحلية أمر غير منطقي، لأنه غير معمول به في جميع الدوريات العالمية المحترفة "حقيقة"، لا "شكلا"، لذا على المسؤولين أن يعوا جيدا أن هذه التأجيلات لن تزيد رياضتنا إلا مزيدا من الثقوب التي تفقدنا جمال وروعة المنافسة بين المتنافسين، فإذا أردنا منتخبا قويا في إعداده، فكل ما علينا منح اللاعبين فرصة المشاركة في أكبر قدر ممكن من المباريات الرسمية مع أنديتهم، والتي تعتبر خير إعداد للاعب قبل انضمامه لصفوف المنتخب، بدلا من انخراطه في معسكرات طويلة أثبتت لنا التجارب أنه لا طائل منها.