أكد باحث سعودي متخصص في الدراسات الثقافية والفلكلور الشعبي، أن حفلة التحميدة، هي منتج شعبي في إقراء وختم القرآن الكريم بالأحساء، وأنها ثقافة اجتماعية، مصدرها العاطفة نحو القرآن الكريم، وتحمل نظاماً سيميائياً متكاملاً "لغوي، وغير لغوي"، وتعود في أصولها إلى ما يعرف بطقوس العبور، وتتشابه مع طقوس التعميد البدائية في الثقافات القديمة، وأن اللاوعي له دوره في تشكيلها بهذا النظام، فقد غاب الوعي بكونها طقساً، وبقيت في الذهنية أنها مجرد حفلة تكريم وفرح.


مراسم التحميدة


ذكر الدكتور سمير الضامر لـ "الوطن" أن التحميدة، هي نص واحد فقط، متكامل الفكرة في موضوعه، وتعد مناسبة اجتماعية كبرى للابتهاج والفرح بختم القرآن الكريم، تبدأ مراسم الاحتفالات بها، بلبس جميع الدارسين ملابس جديدة، ويتحلى القادرون منهم بالسيوف والخناجر، ويقومون بارتداء العباءات والعُقل، أما من كان لا يستطيع منهم تملك الأشياء، فلم يكن يجد غضاضة من استعارتها من أقاربه، ويبدأ المركب في التحرك يتقدمه خاتم القرآن ومعلمه المطوع، ويبدأ الجميع في التطواف على بيوت تجار البلد وأعيانها، وترديد التحميدة، عند كل بيت يمرون به، وكان البعض يبالغ في حمل مباخر العود ومراش العطور، وأن التحميدة سميت بذلك لأنها تبدأ بحمد الله.

 


أهزوجة وليست شعرا


وذكر أن التحميدة هي نص لغوي، يردد الطلاب كلمة آمين بعد نهاية كل شطر منها، بصوت مرتفع، ويمرون على السكك والحواري والبيوت من أجل تعريف الناس بتخريج طالب من طلاب القرآن الكريم، مبيناً أن "التحميدة" هي أهزوجة قريبة من النظم الشعري في طريقة الوزن والقافية، وهي كالتالي:

"الحمد لله الذي هدانا

للدين والإسلام واجتبانا

سبحانه من خالق سبحانا

بفضله أكملنا القرآنا"

موضحا أن التحميدة لا تخلو من الركاكة وضعف الصياغة في كثير من أبياتها، وأخطاؤها كثيرة في الوزن والقافية، وهي نظام شفاهي، يقوم على التلقين والترديد، لافتاً إلى أن المعجم اللغوي لكلمات "التحميدة" هو معجم لغوي ديني، وربما أصلها خطبة، ثم تطورت مع خروجها بطريقة "الطقس"، إلى أن تكون أهزوجة للترديد حتى تتناسب مع المقام.