حظيت فكرة تشغيل الأسر المنتجة للمقاصف المدرسية باهتمام بالغ، لما تحققه من نتائج إيجابية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، بعد أن بدأت إدارة تعليم منطقة عسير تطبيقها في 28 مدرسة كخطوة تجريبية بالتعاون مع الغرفة التجارية والصناعية، التي سعت لتأهيل أكثر من 500 أسرة منتجة، وحصر المشكلات التي يمكن أن تواجه هذه الأسر، والمتمثلة في التمويل والتسويق والتدريب. ويشهد المشروع حاليا تطويرا شاملا، وخاصة في طريقة التعاطي مع الوجبات المقدمة للطلاب والطالبات.




بدء التنفيذ

شرعت إدارة تعليم عسير بالتعاون مع الأسر المنتجة ابتداء من الشهر الماضي في تنفيذ المشروع. وأكدت الإدارة أنه سيتم تقييم التجربة، ورصد كافة الإيجابيات والسلبيات نهاية العام الدراسي الحالي. وذكرت أن عدد المقاصف التي تم تشغيلها من قبل الأسر المنتجة بلغ 28 مقصفا من أصل 520 مقصفا في المدارس التابعة لتعليم عسير، وذلك من خلال الشراكة مع الغرفة التجارية، عبر حصر بيانات الأسر المنتجة في المنطقة.




ضوابط المشروع

أكد المدير العام للتعليم بمنطقة عسير جلوي آل كركمان، أن الشراكة مع الأسر المنتجة، تأتي بهدف إيجاد فرص عمل للمواطنين، بحيث تمكنهم من الاستثمار في مجال المقاصف المدرسية من خلال تشغيلها، وبما يتوافق مع الاشتراطات الصحية. ولفت إلى أن هذا المشروع يخضع لعدد من الضوابط والاشتراطات، من أبرزها أن تكون الأسر مسجلة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وتطبق عليها الاشتراطات الصحية مثل بقية الشركات الأخرى، إضافة إلى التركيز على نوعية وجودة الوجبات والمشروبات المقدمة، ومطابقتها للمعايير الصحية، وأن يكون إعداد وتحضير الشطائر والفطائر في ظروف صحية جيدة وفي اليوم نفسه الذي تباع فيه، وأن تلف الشطائر والفطائر بالبلاستيك، وتدون عليها المكونات وتاريخ الصلاحية بخط واضح.

وكانت وزارة التعليم أعلنت في وقت سابق، أنها تتجه إلى تكليف الأسر المنتجة بتوفير الوجبات المدرسية لضمان موثوقية جودة الوجبات التي تقدم في المدارس، إضافة إلى السعي للمحافظة على سلامة الطلاب والطالبات.




تطوير المقاصف المدرسية

ذكر أمين عام الغرفة التجارية والصناعية بأبها عبدالله الزهراني، أن المقاصف المدرسية تشهد تطويرا كبيرا خلال الفترة الحالية، حيث يتم تجديد طريقة تعاطيها مع الوجبات المقدمة للطلاب والطالبات، مشيرا إلى أن الأسر المنتجة تلعب دورا بالغ الأهمية، حيث رأت الدولة ممثلة في وزارة التعليم، إسناد مهمة المقاصف للأسر المنتجة، مما يعد دعما كبيرا لها. وشدد الزهراني على أن الغرفة تسعى لتأهيل بعض أفراد الأسر المنتجة للعمل في بعض المشروعات الخاصة بالتغذية، مثل مشروع ربط المقاصف المدرسية بالأسر المنتجة، مبينا أن التجربة مازالت في طور البداية، وأن هناك تطويرا شاملا لهذا المشروع من قبل الجهات المعنية. وأكد الزهراني، أن هناك أكثر من 1500 أسرة منتجة في مختلف محافظات منطقة عسير، لكن الغرفة تدعم ما يزيد على 500 أسرة منتجة. وأضاف أن مركز سيدات الأعمال بالغرفة يعكف على إعداد إحصائية دقيقة بالأسر المشغلة للمقاصف المدرسية، كما يتواصل مع الأسر المنتجة من خلال مواعيد محددة لزيارة هذه الأسر للغرفة وتصنيف أعمالها من خلال لجنة متخصصة، والتعرف على المنتج وتقديم النصائح لتطويره، مع ذكر أهم التوصيات المتعلقة بالأساليب الحديثة للتغليف والتعليب وفق الإجراءات الصحية. كما يقوم المركز بحث الجهود على تجويد المنتج للدخول في تصنيفات مميزة وترشيحها لاحقا للمشاركة في المعارض والمهرجانات الدورية.




مشاكل الأسر المنتجة

أوضح الزهراني، أن الغرفة تساعد الأسر المنتجة في الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات ذات العلاقة مثل الشهادة الصحية، كما تعتمد الغرفة على آلية محددة في اختيار الأسر المنتجة التي تتعاون معها من خلال برامج منضبطة ذات أبعاد علمية وعملية، تضع فيها الغرفة جل اهتمامها ومسؤولياتها كتدريب الأسر المنتجة عبر برامج مجانية، يتم من خلالها عرض التجارب المماثلة في المناطق الأخرى، وكذلك تنظيم معرض سنوي بعنوان "رام عسير"، ومعارض أخرى دائمة على مدار العام في مواقع إستراتيجية.

وأشار الزهراني إلى أن هناك مشكلات تواجه الأسر المنتجة بشكل عام وتحد من استمراريتها، وذلك بحسب الدراسات الميدانية والبحوث، ومن أبرزها التمويل والتدريب والتسويق، وكذلك موسمية تنظيم المعارض وعدم جدولتها في أوقات معينة، وعشوائية التخطيط والتنظيم لإقامة المعارض التي تحقق الدعم للأسر المنتجة. وشدد أن المعارض تحتاج إلى دورية ثابتة في أوقات متقاربة ومواقع هامة تمتاز بالكثافة السكانية العالية. ودعا الزهراني إلى ضرورة توحيد القرارات والجهود الداعمة للأسر المنتجة كالضمان الاجتماعي، وضرورة وجود نظرة تكاملية للأسر المنتجة كي تحقق أهدافها، من أجل دعم التنمية الاقتصادية، وخفض نسبة البطالة، وتطوير الأداء العام، وإثراء سوق العمل واستثمار الطاقة البشرية.




شفافية الاختيار

عبرت إحدى العاملات في الأسر المنتجة، والتي تعد من أوائل الأسر في منطقة عسير خيرية عبدالرحمن عن سعادتها بهذه الخطوة، التي من شأنها أن تحقق الدعم الكامل للأسر المنتجة، وتوفر البيئة المناسبة لها لتسويق أعمالها. وأضافت أن المعارض الموسمية تعد ذات جدوى اقتصاديا أكثر من فكرة تشغيل المقاصف المدرسية، مطالبة الجهات المعنية بفتح الباب لكل الأسر المنتجة وعدم الاقتصار على فئة معينة. كما طالبت بضرورة وجود عامل الشفافية في اختيار الأسر من قبل الغرفة التجارية الصناعية، وكذلك إدارة التعليم من أجل ضمان أحقية الأسر الفاعلة في الحصول على الفرصة المناسبة. وشددت على ضرورة تقديم المزيد من الرعاية والدعم من أجل استمرارية الأسر المنتجة وتشجعيها وخلق المنافسة الشريفة التي من شأنها أن تحسن جودة المنتجات.




اكتشاف المواهب وتدريب الأسر

أضاف الزهراني أن دور الغرفة يكمن في البحث عن الأسر المنتجة، واكتشاف المواهب والإمكانات والعمل على تهيئة الأسر من حيث الدورات التدريبية وإقامة المحاضرات التي من شأنها أن تدعم الأسر بالتعاون مع إمارة منطقة عسير ووزارتي التجارة والعمل والتنمية الاجتماعية وهيئة السياحة والجهات المعنية الأخرى، مشيرا إلى أن جهود الغرفة تتلاقى مع نظيرتها في الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية وبرنامج "بارع" لدعم الحرف اليدوية والتراثية بالتعاون مع فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بعسير.




دليل استرشادي لقائمة الطعام

ثمن رئيس الجمعية السعودية لأمراض وجراحة السمنة الدكتور وليد أبوملحة فكرة تشغيل المقاصف المدرسية من قبل الأسر المنتجة، معتبرا أنها أحد أهم المنجزات الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها تعود بالمزيد من الدخل على الشرائح المستفيدة من هذا المشروع، وفتح باب جديد لاكتساب الرزق والاستثمار، وتحقق القبول والرضا من الطلاب والطالبات من خلال توافق الطعام المعد للذوق المجتمعي، كما أنها تعد غنية غذائيا، وشاملة لشروط الصحة والنظافة في الغالب.

وطالب أبوملحة بإيجاد دليل استرشادي عام لقائمة الطعام المقترح وفقا لمعايير تحقق التنوع الغذائي والمحتوى السعري والعناصر الغذائية المهمة للوجبات الصحية المتكاملة، ووجود أخصائي تغذية في كل مدرسة للإشراف الفني والرقابي على الأغذية، مزود بالإمكانيات المادية من أجهزة ومختبرات لضمان سلامة الأغذية، وأخيرا تسهيل الإجراءات وتذليل الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه هذه التجربة.




الأسر المنتجة بعسير

- 1500 أسرة بمختلف محافظات المنطقة

- إسناد 28 مقصفا من 520 للأسر

- تأهيل 500 أسرة بغرفة أبها

- التمويل والتدريب والتسويق أبرز المشاكل

- المعارض الموسمية تحقق عائدا أفضل لها