أعادت مواجهة الأهلي التاريخية بنظيره برشلونة الإسباني اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، واستضافة جاره الاتحاد المرتقبة لأتلتيكو مدريد نهاية الشهر الجاري، ذاكرة الجماهير السعودية إلى تفاصيل حقبة ذهبية عاشتها في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات الميلادية، عندما توافدت أندية كروية شهيرة إلى الملاعب المحلية لخوض لقاءات ودية أمام فرق سعودية في مناسبات خاصة كانت تستقطب الآلاف من المتفرجين الشغوفين برؤية نجوم اللعبة العالميين، في ظل غياب التغطية التلفزيونية المباشرة للحدث في أحيان كثيرة، والاكتفاء بتسجيلها وبثها لاحقا.


جولة تاريخية

تعود مواجهات الأندية السعودية والعالمية إلى مايو 1965، ويسجل التاريخ أن بونسوسيو البرازيلي وبدعوة من رعاية الشباب حينها لملاقاة بعض الأندية ضمن جولة ودية في المملكة، خاض 5 مباريات ثلاث منها في الرياض بملعب الصائغ، حيث كسب الهلال والنصر والشباب بنتائج عريضة 6/ صفر و8/ 2 و4/ صفر على التوالي، قبل أن يتجه إلى جدة لملاقاة الأهلي والاتحاد بملعب الصبان وكسبهما أيضا 3/ صفر و3/ 1.

 


الألفية الجديدة

على الرغم من أن النصر كان الحاضر الأول في الألفية الجديدة بمواجهتيه الشهيرتين أمام ريال مدريد 3/ 1 وكورنثيانس صفر/ 2  في كأس العالم للأندية في البرازيل، وهي المرة الأولى التي تطغى صفة الرسمية على مواجهة ناد سعودي بآخر عالمي، ووضع الاتحاد بصمته عندما استضاف ميلان في احتفاليته الماسية عام 2003، وفي مواجهته الرسمية أمام ساوباولو في كأس العالم للأندية باليابان 2005 خسر 3/2، وفي نهاية العقد الأول من الألفية شارك في بطولة كأس السلام الدولية وانتزع تعادلا مثيرا 1/1 أمام ريال مدريد بملعب "سانتياجو برنابيو".

 


خارج الحدود

مع توجه الأندية السعودية لتنفيذ تحضيراتها خارج الحدود، تضمنت برامجها الإعدادية بعض المواجهات أمام أندية شهيرة، إلا أن أول من ابتدع الفكرة كان الأهلي عندما طار إلى باريس في أكتوبر 1978 والتقى هناك بفريقي ليل وباريس (باريس سان جيرمان حاليا)، وخلال العقد الأخير تبقى الأبرز مواجهات الاتحاد بميلان والإنتر في إيطاليا 2005، والنصر مع يوفنتوس ولاتسيو 2010 في إيطاليا أيضا، والشباب أمام هامبورج في العين عام 2013، والهلال أمام أتليتك بلباو وأودينيزي بالنمسا عامي 2014 و2016، وأخيرا الأهلي أمام إشبيلية وميدلزبرة وخيتافي بالبرتغال.

 


دعوة إنجليزية

لم تكن الأندية الإنجليزية بعراقتها غائبة عن المشهد، وتواجدت أشهرها في الملاعب السعودية، بداية بساوثهامبتون مع نجمه الأشهر "كيفن كيجان" حينما زار المملكة عام 1981، وخاض لقاءين أمام القادسية بالدمام والاتحاد بجدة، وفي العام التالي وبدعوة من الجالية البريطانية في الظهران وصل إلى الخبر بطل أوروبا نوتنجهام فوريست، وخاض مواجهة ودية أمام القادسية بملعب الدمام وانتهت بالتعادل 1/1، وطار للرياض وخاض مع الهلال لقاء آخر كسبه 2/8، وسجل عام 1986 آخر زيارة إنجليزية عندما التقى مانشستر سيتي بالأهلي وخسر أمامه 2/1 وتعادل مع النصر بهدف لمثله.

 


مواعيد ثابتة

أسهم تعاقد الأهلي مع المدربين البرازيليين ديدي في أواخر السبعينات ومن ثم تيلي سانتانا مطلع الثمانينات، في تسهيل حضور أندية برازيلية شهيرة إلى جدة، أبرزها ساوباولو وأتلتيكو منييرو وبوتافوجو، وباتت تلك اللقاءات في ملعب الأمير عبدالله الفيصل "رعاية الشباب سابقا"، بمثابة مواعيد ثابتة في روزنامة الجماهير تتكرر أكثر من مرة كل موسم للاستمتاع بمهارة لاعبي بلاد البن، وبدأت فعليا عام 1977 بمواجهة أتلتيكو منييرو، قبل أن يفاجئ الأهلاويون العالم بأسره باستضافة منتخب البرازيل بنجومه الكبار في مباراة تاريخية، كما استقطبوا خلالها أيضا فرقا أوروبية كبرى، مثل روما الإيطالي وأياكس الهولندي.

 


النافذة الوحيدة

باتت مهرجانات تكريم نجوم الكرة السعودية المعتزلين النافذة الوحيدة للجماهير لمشاهدة أبرز نجوم اللعبة وأنديتها عالميا خلال الـ15 عاما الأخيرة، بداية بفالنسيا الإسباني الذي واجه الهلال عام 2005 في تكريم نجمه يوسف الثنيان، ومشاركة ريال مدريد عام 2008 في مهرجان تكريم نجم النصر والكرة السعودية ماجد عبدالله، وفي العام نفسه

ودع الهلال نجمه سامي الجابر في لقاء مانشستر يونايتد، وحضر يوفنتوس عامي 2009 و2012 في اعتزال حمزة إدريس ومحمد الدعيع على التوالي، والحال نفسه ينطبق على بايرن ميونيخ بمشاركته في مباراتي اعتزال حاتم خيمي عام 2009 وعبداللطيف الغنام عام 2015.