رصد مدير إدارة المعلومات والإنترنت بالإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية العقيد الدكتور فهد الغفيلي 13 غرضاً تدفع بعض الأشخاص أو الجهات لاختلاق الشائعات ونشرها بين الناس، مبينا أن الأساليب المتقدمة في ترويج الشائعات تعدت مسألة صعوبة اكتشافها إلى استعصاء إقناع بعض المتلقين بحقيقتها وبحقيقة من يقف وراءها.

وقال لـ"الوطن": كما أن هناك أساليب متقدمة لترويج الشائعات هناك أساليب بدائية جداً ومضحكة، ورغم ذلك هناك من يصدقها، لافتا إلى أنه قد لا يلام بعض عامة الناس والبسطاء حين يصدقون بعض الشائعات، ولكن الإشكال حين يصدق من يحسب على النخبة بعض ما يبث من شائعات ثم يقوم بترويجها في (140) حرفاً ينشرها في "تويتر" والحديث عنها وكأنها حقيقة، لافتا إلى أن على النخب والمثقفين تجنب إعادة بث الأخبار والمعلومات ما لم تكن صادرة عن جهات موثوقة، خاصة في زمن وسائل التواصل الاجتماعي حين يقوم أحد المشاهير بإعادة إرسال معلومة مجهولة تصل من خلاله إلى ملايين الأشخاص في دقائق.


تفسيرات علمية

أشار الغفيلي إلى ضرورة إجراء الدراسات والبحوث العلمية التي تعين على فهم كل ما يتعلق بالشائعات سواء من حيث الأهداف أو التفسيرات العلمية التي تدفع الجماهير لتصديقها، وكذلك الاستعانة بالمختصين والاستفادة من المادة العلمية المتعلقة بدراسة الشائعات، سواء أجريت في الداخل أو الخارج للتوصل إلى حلول عملية تحد من التأثيرات السلبية للشائعات، خاصة في ظل توافر بيئة حاضنة ومعينة على انتشارها، والاستعانة بأصحاب التخصصات المختلفة عند دراسة الشائعة للوصول إلى فهم يحيط بكل جوانب الموضوع، ويمكن معها وضع الحلول التي تحد من تفشي هذه الظاهرة.


خصائص شبكات التواصل

بين الغفيلي أن شبكات التواصل الاجتماعي تمتاز عن غيرها من وسائل الاتصال بـ 4 خصائص أسهمت بشكل كبير في سهولة انتشار الشائعات في هذا العصر، منها توافر وسيلة التواصل مع أغلب الناس على مدار الساعة، وكذلك قصر الأخبار والمعلومات، حيث أسهم ذلك في نشر أخبار غير موثقة ولا تستند لأدلة، لافتا إلى أن الشخص قد يكذب الكذبة ثم ينشرها في "تويتر" فيتلقفها المتابعون ويعيد كثير منهم نشرها دون تثبت، وغياب المركزية في نشر الخبر؛ مبينا أن وسائل الاتصال حدت من الدور الذي كان يلعبه الصحفيون المحترفون، حيث إن زمن شبكات التواصل الاجتماعي منح كل الأشخاص الحق في أن يكونوا محرري أخبار ومتلقين في نفس الوقت، إضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي منحت الأشخاص القدرة على التفاعل مع الآخرين بأسماء وهمية، ونسب الشائعة إلى مصادر موثوقة: حيث إن الناس تثق بالخبر حين ينسب إلى جهة إعلامية موثوقة، وتزيد نسبة تصديقهم له إن كانت تلك الجهة خارجية.


حسابات موثقة

قال الغفيلي إنه مع كثافة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وما نتج عنه من سرعة انتشار الأخبار وكثرة الشائعات لجأت كثير من الجهات الرسمية إلى وضع حسابات لها في تلك المواقع، بهدف التواصل مع الجماهير بشكل مباشر. وتحظى تلك الحسابات بأعداد كبيرة من المتابعين. فعلى سبيل المثال، هناك أكثر من مليون شخص يتابعون حساب وزارة الداخلية السعودية في موقع تويتر. وكذلك الحال بالنسبة لوزارة الصحة، وحساب جامعة الملك عبد العزيز في نفس الموقع يتابعه نحو مليون شخص. وهناك الكثير من الحسابات الرسمية الأخرى الموثقة التي تحظى بثقة المتابعين. هذه الأعداد الكبيرة من المتابعين تؤكد حرص المتلقي على البحث عن المعلومة من مصدرها الرسمي، وربما تشير إلى إن هناك ارتياحا لما يبث من خلال هذه الحسابات الرسمية. ومن المهم ملاحظة أن هذه الأعداد الكبيرة تساعد على انتشار المعلومة الرسمية والخبر الصحيح، وتدفع المتلقي إلى العزوف عن الشائعة؛ نظراً لقيام تلك الحسابات بتلبية حاجته بتوفير الخبر الموثوق.