التهمت ألسنة النيران أمس، أكبر مبنى تجاري يقع في العاصمة الإيرانية طهران، والذي يعرف بمبنى "بلاسكو"، بعد أن تم بناؤه قبل أكثر من 45 عاما، فيما أدى الحريق الذي طال جميع الطوابق، إلى انهيار المبنى بشكل كامل.

وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن المبنى التجاري المكون من 17 طابقا، والذي يقع بالقرب من السفارتين التركية والبريطانية، انهار بشكل كامل على فرق الإطفاء الذي يتجاوز عددهم الـ30 عنصرا، فيما أصيب نحو 25 آخرين بسبب الاختناق والجروح التي نتجت عن تهاوي المبنى، قبل أن يتم نقلهم لتلقي العلاج.

يأتي ذلك في وقت يوجه فيه المسؤولون الإيرانيون التهم حول اندلاع الحوادث في البلدان العربية، ويتكتمون على المآسي التي تحدث في الداخل الإيراني، من أجل تضليل الرأي العام.


شبهات الفساد

أكد الإعلامي في حركة النضال العربي، فايز سليمان، أن السلطات الإيرانية لم تكشف عن الأسباب الحقيقية للحريق الضخم في المبنى التجاري المخصص لتجارة الألبسة، متوقعا أن تكون فرق الإطفاء قد وصلت في مرحلة متأخرة، في وقت انتقد فيه أداء مثل هذه الفرق السيئ خلال الحالات الطارئة.

وألمح سليمان، إلى أن المبنى لا تتجاوز طوابقه الـ17، ومع ذلك لم تستطع فرق الإنقاذ السيطرة على الحريق، مرجعا السبب الحقيقي في اشتعال النيران إلى إفلاس الشركات التجارية وخسارتها، حيث يتعمد بعضها توظيف عدد من المرتزقة لحرق الشركات والمباني من أجل الاستفادة من أموال التأمين العائدة بعد الأزمات. كما رجح سليمان، تعمد تأخر فرق الإنقاذ في الوصول إلى مكان الحادثة، والتأخير في نقل المصابين إلى المستشفيات تواطؤا مع بعض الجهات المشبوهة، فضلا عن الأداء السيئ وغياب التدريبات اللازمة لدى عناصر الإنقاذ، خصوصا أن الحريق بدأ في الطابق الثامن، وكان من الممكن السيطرة عليه بكل سهولة.


تكتم رسمي

أشار مدير مركز الدراسات الإيرانية في لندن حسن راضي إلى أن تكتم السلطات الإيرانية على خلفيات الحريق، وتضارب الروايات في وسائل الإعلام المحلية حول أسباب نشوبه، يكشف عن تواطؤ بعض الجهات النافذة في افتعال الحريق، ووجود شبهات فساد أرادت التخلص من المبنى أو إحراقه بشكل متعمد، في وقت تتضارب فيه التصريحات الرسمية بين المسؤولين الإيرانيين، وكل يوجه الاتهامات والأسباب حسب رأيه، ولا يوجد تأكيد رسمي.

وكان المبنى التجاري "بلاسكو" الذي أسسه تاجر يهودي عام 1960، فيما أعدمت السلطات الإيرانية هذا التاجر في بداية اندلاع ما يسمى بالثورة الخمينية.