كشف المؤشر العقاري في وزارة العدل أمس، عن تسجيل زيادات "وهمية" في أسعار العقار السكني في الأحساء، تجاوزت الزيادة أكثر من 70% عن السعر الحقيقي، إذ أوضح المؤشر أن متوسط سعر المتر المربع الواحد الحقيقي لقطع الأراضي السكنية 938 ريالا، طبقا للسجلات الرسمية في كتابة العدل الأولى بالأحساء، وهي الجهة المعنية باستكمال إجراءات بيع الأراضي، فيما رصدت "الوطن" تجاوز بعض المزايدات الوهمية داخل بعض المكاتب العقارية والمزادات، ليصل السعر فيها إلى أكثر من 1600 ريال للمتر المربع الواحد للأراضي السكنية.


المشاهد التمثيلية

أوضح المؤشر أن إجمالي الصفقات العقارية في الأحساء خلال الـ21 يوما الماضية من ربيع الثاني الجاري، بلغت 164.7 مليون ريال لـ319 عقارا سكنيا متنوعا، بينها 296 قطعة أرض سكنية في المحافظة.

وأبدى عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للمحامين، رئيس لجنة المحامين في الغرفة التجارية والصناعية بالأحساء، عضو اللجنة الوطنية للمحامين في مجلس الغرف السعودية، المحكم المعتمد في وزارة العدل الدكتور، يوسف الجبر، تحفظه الشديد، إزاء هذه المزايدات الوهمية في بعض المزادات للمخططات السكنية، واصفا إياها بـ"المشاهد التمثيلية"، مشددا على أنها أفعال ممنوعة، وتتنافى مع مبادئ الأخلاق.

وقال الجبر لـ"الوطن" أن هناك أخلاقيات لكل مهنة، وعلى جميع الممارسين لها امتثالها والتحلي بها، ومن أهمها الشفافية والصدق، والبعد عن كل وسيلة لخداع الآخرين وتضليل مفاهيمهم، عند استحضار هذه الضمانة لحفظ مصالح الناس، مشددا على إمكانية كل المتضررين الاستفادة من سلطة القضاء في فسخ البيع لحصول التغرير به والتدليس بالمبيع، وإظهاره على غير حقيقته، لافتا إلى أنه عندما تقتنع المحكمة بهذه المعطيات بالإثباتات المعروفة، فلن تتردد في إعادة الأمور إلى نقطة الإنصاف والعدل، مطالبا غير المتخصصين باستشارة خبراء العقار ومعرفة الأسعار قبل دخولهم في مغامرة لا تؤمن عواقبها.



المساهمات المتعثرة

أكد متابع للشأن العقاري لـ"الوطن" أن الجميع يلاحظ المزايدات الوهمية، وهي على مرأى ومسمع من الجميع، ولا صلاحية لأعضاء اللجان العقارية للتدخل في تلك المزادات، وإيقافها، وأن صلاحية أمر الإيقاف والتشريع فيها يعود إلى وزارة التجارة والاستثمار، وتحديدا إلى لجنة المساهمات العقارية بالوزارة، فهي تعمل على إيجاد حلول المساهمات العقارية المتعثرة، والأولى متابعة مزادات المخططات العقارية لمنع التلاعب في الأسعار والمزايدات الوهمية البعيدة كل البعد عن الواقع، موضحا أن جميع المتابعين للشأن العقاري في الأحساء وخارج الأحساء، وممن لا يملكون أسهماً في المخططات الجديدة، لن يشتروا بهذه الأسعار، ولن يقعون ضحايا لتلك الأسعار الباهظة والمبالغ فيها، وقد يكون هناك ضحايا وهم البعيدون عن السوق العقاري، لافتا إلى أن هناك أناسا انخدعوا في هذه المزايدات، واشتروا بهذه الأسعار الوهمية.