أكد خبراء صحيون أن أبرز أسباب إصابة كبار السن بالتهاب الرئة هو ضعف الجهاز المناعي، خصوصا بعد تجاوز الخمسين، الأمر الذي يشرح انتشار أمراض الرئة بالنسبة للمسنين المتقدمين في العمر، والذين عادة ما يقضون بسبب هذه الالتهابات القاتلة.


التهاب الرئة والشتاء

وفقا لتقرير نشرته صحيفة "هافينجتون بوست" الأميركية، فإن مناعة أي شخص تبدأ بالتراجع مع بلوغ الخمسين، إذ يشكل الالتهاب الرئوي أحد الأمراض التي يمكن أن تستهدف كبار السن في هذه المرحلة أو بعدها.

ولكن هناك نقطة لا يمكن إغفالها، وهي أن مثل هذه الالتهابات تكثر في فصل الشتاء، كما ذكر الدكتور لين هوروفيتز، وهو مختص في علاج الرئة بمستشفى "لينوكس هيل" بمدينة نيويورك.

وأضاف: "كما توجد كثير من الأمراض التنفسية الأخرى غير الالتهابات الفيروسية، ومنها الأنفلونزا وفيروسات البرد الشائعة، وتنتشر بكثرة في فصل الشتاء وهذا الأمر بطبعية الحال يهدد كبار السن كما هو الحال لدى الأطفال".

يقول هوروفيتز "دائما ما يقوم الأطباء بتنويم كبار السن في حال أصيبوا بالاتهاب الرئوي، وهذا التنويم مهم جدا إذا كان المريض يعاني مشكلات صحية أخرى، خصوصا أولئك الذين يعانون أمراضا مزمنة معينة، لأن الأمر يشكل خطورة على حياتهم".

وذكر المختص في علاج الرئة حالات لمرضى يعانون بعض الأمراض، ومنهم من يعاني مشكلات صحية حيوية، وهذا يعني أن الكحة لا تكون فعالة في تنقية رئاتهم من المخاط والإفرازات بنفس فاعلية شخص أقوى ويتمتع بصحة جيدة".


تحديد العلاج

حول آلية تحديد العلاج الذي يجب أن يخضع له رجل أو امرأة كبيرة في السن، يقول هوروفيتز إن العلاج الذي يستخدم لشخص يعاني الالتهاب الرئوي يعتمد على ما كانت الإصابة بهذا المرض ناجمة عن فيروس أو بكتيريا.

فالالتهاب الرئوي الفيروسي عادة ما يكون معديا بشكل أكبر، ولكنه يتسبب في التهاب أقل حدة من الالتهاب الرئوي البكتيري.

وأضاف "عادة ما يقوم الأطباء بإعطاء المريض مضادا حيويا -قبل حتى ظهور نتائج الفحوص- وذلك كي يحددوا إذا كان الالتهاب فيروسيا أم بكتيريا".


تطور الحالة

بالنسبة لكبار السن المصابين بالاتهاب الرئوي، نصح هوروفيتز بتوخي الحذر قائلا: إنه "يتوجب على الأطباء أن يكونوا حذرين بعض الشيء" من إعطاء تشخيص نهائي أكيد حول الحالة.

فالالتهاب الرئوي لا يكون في العادة مرضا مباشرا، وإذا كان المرض في شخص يعاني ضعفا في جهازه المناعي لأنه كبير في السن، فدائما يوجد قلق من هذه الناحية لأن المرض يمكن أن يتطور ويتسبب في مضاعفات أخرى ربما تهدد حياة المريض.

وأكد هوروفتز أن الالتهاب الرئوي البكتيري مثلا ربما يصل إلى مجرى الدم، ثم ينتشر في جميع أرجاء الجسم. وربما يكون من هذه المضاعفات الفشل الكلوي وتكوّن الخُرّاجات.

بالنسبة لكبار السن، فإن اللقاحات متوافرة من أجل وقايتهم من أنواع معينة من الالتهاب الرئوي البكتيري. يجب على جميع كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما أن يأخذوا هذه اللقاحات، وذلك كما ذكرت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها.