فيما أبدت المعارضة السورية المسلحة تحفظها على البيان الختامي لمفاوضات أستانا أمس، بسبب رفضها توقيع إيران على البيان، إلى جانب عدم تضمنه آليات واضحة لطريقة مراقبة وقف إطلاق النار، حذر مركز المصالحة الروسي مساء أول من أمس، النظام السوري من ارتكاب خروقات جديدة للهدنة المفروضة في البلاد، وضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار.

وأوردت وكالات الأنباء الروسية، تقارير حول تذكير مركز المصالحة الروسي الذي يتخذ من قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية مقرا له، النظام السوري بضرورة التزامه بالهدنة، مشيرا إلى أن طرفي النزاع في سورية يلتزمان بالهدنة إلا أنه توجد بعض الخروقات من وقت لآخر تصدر من قوات النظام السوري وميليشياته.

كما أوردت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية نقلا عن مسؤول كبير في مركز المصالحة الروسي، قلقه حيال خروقات النظام المتكررة للهدنة، مؤكدا أن المراقبين يرصدون نحو 6 خروقات يومية من النظام والميليشيات.

وكان اليوم الثاني من المفاوضات السورية اتسم باستمرار النقاشات بين الدول المشاركة لاعتماد آليات محددة لمراقبة وضمان وقف إطلاق النار، فيما صرح وفد المعارضة السورية بأن الموقف الروسي لافت للانتباه، ملمحا إلى ضرورة أن تضطلع الأخيرة في ضغوطاتها تجاه النظام لإلزامه بوقف إطلاق النار.

وأكدت أمس كل من روسيا وإيران وتركيا في البيان الختامي لمفاوضات أستانا بين أطراف الأزمة السورية، التزامها الكامل بمبدأ وحدة أراضي سورية، والتأكيد على الحل السياسي، فيما أعربت الدول الثلاث عن دعمها لمشاركة المعارضة السورية بما فيها المسلحة في مفاوضات جنيف، وضرورة فصل المعارضة المسلحة عن الإرهابيين.

المراوغات الروسية

قال محللون وخبراء في الوسط السياسي الروسي، إن توقيت إعلان موسكو عن عملياتها العسكرية المشتركة في سورية مع القوات التركية، بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن لضرب "داعش"، والتي شاركت فيها 3 قاذفات عسكرية روسية وتركية متطورة لضرب أهداف تتبع تنظيم داعش في دير الزور وريف حلب عشية انطلاق محادثات أستانا، يأتي ضمن رسالة روسية مفادها اختبار صبر فصائل المعارضة السورية المسلحة، وقد يصدر عن الفصائل بيانات في الأيام المقبلة يشير إلى وجود انقسامات بين أطرافها، في وقت ما فتئ المحللون وصف مفاوضات أستانا بأنها ميتة سريريا، وأن الروس والأتراك يريدون إنعاشها بأي طريقة كانت، لفرض وجودهما على المشهد السوري.

كما أنه على الرغم من أن عقد لقاء أستانا في حد ذاته يعد نجاحا كبيرا من وجهة النظر الروسية، إلا أنه أظهر تفاوتا كبيرا في مواقف نظام الأسد، ورؤية المعارضة المسلحة التي باتت تتعرض لضغوطات من جميع الجهات، فيما رأت تقارير أخرى أن موسكو باتت تتلاعب بالمعارضة المسلحة وتدق إسفينا في جسد الهيئة العامة للمفاوضات من أجل إضعافها، وانتهاج سياسة "فرق تسد" قبل مجيء أعمال مؤتمر جنيف مطلع الشهر المقبل، في وقت ما تزال كل من تركيا وأميركا تنأيان بنفسيهما عن الإعلان حول عمليتهما المشتركة مع موسكو في سورية، وتكتفي الأخيرة بالإعلان عنها من جانب واحد.



تحييد الإرهاب الإيراني

كانت مفاوضات السلام السورية التي رعتها كازاخستان انطلقت مساء أول من أمس في العاصمة أستانا، بحضور وفود من المعارضة السورية المسلحة، والتي تضم 14 فصيلا عسكريا فاعلا على الأراضي السورية ووفد النظام، إلى جانب مشاركة وفود كل من تركيا وإيران وروسيا والأمم المتحدة.

وطالب رئيس وفد المعارضة محمد علوش في افتتاحية كلمته، الأطراف المعنية بالنزاع السوري ببذل كل الجهود من أجل اخراج كل الميليشيات الإيرانية المقاتلة في سورية، وطالب بضمها مع الميليشيات الكردية في قوائم الإرهاب العالمية، في وقت تسعى موسكو إلى الخروج من لقاء أستانا بشيء إيجابي، من أجل التمهيد لطريق التسوية في إطار مقررات جنيف.