كشف أستاذ الجيولوجيا بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن لعبون أن ثمة شواهد على أن الجزيرة العربية كانت قرب القطب الشمالي، وتحركت منذ ألف مليون سنة لتستقر بموقعها الحالي، لافتا إلى أن الأوائل اكتشفوا 1000 منجم معادن بمنطقة الدرع العربي، مرجحا أن نبي الله سليمان قد يكون سخر الجن للعثور على تلك المناجم.




أكد جيولوجي سعودي أن هناك شواهد تدل على أن الجزيرة العربية كانت بالقرب من القطب الشمالي، وتحركت منذ أكثر من ألف مليون سنة عبر الزمن، لتستقر في موقعها الحالي، لافتا إلى أحدث اكتشافاته المتمثلة بالعثور على صخور جليدية في مدين شمال غرب المملكة.




صخور جليدية

قال أستاذ الجيولوجيا بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن لعبون في سياق ورقة عمل قدمها في "ملتقى أرضنا"، الذي نظمته هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في الرياض الخميس الماضي، إنه اكتشف صخور جليدية في مدين شمال غرب المملكة، على الرغم من أن المنطقة قد درست سابقا من قبل شركة أرامكو، والبعثة الجيولوجية الأميركية، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك سعود، وهيئة المساحة الجيولوجية، ولم يأت أحد على ذكر الصخور الجليدية فيها، لافتا إلى أن بعض الجيولوجيين سخروا منه عندما أخبرهم عن وجود دلائل ومؤشرات لوجود صخور جليدية في منطقة مدين، وطلبوا منه السكوت وعدم ذكر ذلك، مؤكد أنه تمكن من العثور على تلك الصخور الجليدية في مدين، وقام بتوثيق الاكتشاف في بحوث نشرها مؤخرا، مشدد على إمكانية العثور على صخور جليدية في مناطق أخرى في المملكة، وأنه يوجد شواهد تدل على ذلك.




جيولوجيا متميزة

شدد ابن لعبون على أن جيولوجية المملكة مميزة وحضارتها رائعة، مؤكدا أن الصفيحة العربية فيها كل معالم الجيولوجيا وغنية بجميع الصخور والثروات الطبيعية، مبينا أن المياه كانت تغطي الجزيرة العربية وتحركت خلال رحلتها عبر الزمن من أكثر من ألف مليون سنة من قربها للقطب الشمالي ارتفاعا حتى استقرت في موقعها الحالي، مضيفا أن الصفيحة العربية عندما انفصلت اصطدمت بالصفيحة اليورو آسيوية، والصفيحة التركية الإيرانية، وتكونت جراء ذلك جبال "طوروس وزاقروس".


سجل جيولوجي

أكد ابن لعبون أن للصفيحة العربية حدود واضحة، جيولوجيا وزلزاليا وبنائيا، وأن هذه الجيولوجيا الواضحة والمتميزة والتراكيب تكونت بفضلها الثروات الطبيعية، والنفط والغاز غيرها، مضيفا "أن طبقات الأرض عبارة عن سجل عظيم للأرض، وضع الله سبحانه وتعالى في هذه الطبقات كل ما مر على الأرض من ظروف، وتحفظها طبقات الأرض"، مشيرا إلى أن أخدود البحر الأحمر يفصل الجزيرة العربية عن أفريقيا، وعمقه يصل إلى 2700 متر، إضافة لجبال المنطقة الغربية ورصيف الدرع العربي، الذي يحتوي عدة أنواع من الصخور منها صخور حفظ الحياة القديمة، وصخور حفظ الحياة المتوسطة، وصخور حفظ الحياة الحديثة، كما يوجد شريط بركاني من جنوب جزيرة العرب حتى شمالها الغربي، وهناك نشاط بركاني منذ أكثر من 25 مليون سنة ولا تزال البراكين ناشطة.




5 فترات جليدية

لفت ابن لعبون إلى أن الجزيرة العربية مرت بأكثر من 5 فترات جليدية، تركت أثرها على صفيحة الجزيرة العربية، منها مالا يقل عن فترتين فيما قبل العصر الكمبري وفترة في أواخر العصر الأوردوفيشي، وفترة في العصر البرمي والكاربوني. وفترة تدعى السينوزيك.




150 حقل نفط

أشار ابن لعبون إلى وجود نحو 150 حقل نفط وغاز داخل مناطق المملكة، عدا الحقول الموجودة في المنطقة الحدودية المشتركة، مضيفا أن هذه المعلومة تخفى على الكثيرين وخلاف ما يعتقده الناس. ولفت ابن لعبون إلى ظاهرة غريبة حدثت في منطقة القصيم قديما، تتمثل في وجود آبار تحتوي على مياه اختلطت مع الغاز، كان يطلق عليها أهالي القصيم "الماء المولع"، كون مياه تلك الآبار تشتعل عند ملامسة النار لها، مضيفا أن أهل القصيم استطاعوا إيجاد طريقة للاستفادة من تلك الظاهرة، وتمكنوا من تحويلها إلى طاقة كهربائية، أشعلوا من خلالها المساجد والمنازل وخزنوها في أسطوانات، إلا أن تلك الآبار اندثرت مع الوقت، مطالبا الجهات المعنية والباحثين بدراسة الظاهرة، والبحث عن تلك الآبار للاستفادة منها.




تسخير الجن

قال ابن لعبون إن الأوائل اكتشفوا 1000 منجم معادن في منطقة الدرع العربي، بينما لم يتمكن علماء الجيولوجيا وشركات التنقيب في العصر الحديث من اكتشاف سوى منجم أو منجمين، على الرغم من الإمكانات الكبيرة والمعدات المتطورة، المتوفرة لهم، وتساءل بقوله: "كيف كان الأوائل يعرفون مواقع وجود الذهب في عروق ضيقة لا تتجاوز المتر وأحيانا لا تتجاوز 10 سنتيمترات، وكيف حفروا وكيف استخرجوا؟، مؤكدا أنه لم يجد إجابة أو تفسيرا لذلك، وخرج بفكرة قال "إن البعض قد يستهجنها، وهي أن نبي الله سليمان قد يكون سخر الجن للعثور على تلك المناجم".