فيما أكدت الإدارة الأميركية عزمها مواجهة الإرهاب الإيراني، وتحدي طهران لقرارات المجتمع الدولي، وبدأ الرئيس دونالد ترمب عهده بتوجيه تحذير رسمي من مغبة المضي في الاختبارات الصاروخية التي تتعارض مع المجتمع الدولي، وفرض عقوبات على عدد من الشخصيات والكيانات المرتبطة بالنظام الإيراني وحزب الله، رد الحرس الثوري بالمزيد من التصعيد، مؤكدا استمرار التجارب الباليستية، وأعلن بدء مناورات عسكرية في منطقة سمنان شمال إيران، تشتمل على إطلاق صواريخ مختلفة القدرات، إضافة إلى أنظمة الرادار، وهو ما عدّه مراقبون إصرارا على استفزاز المجتمع الدولي الذي يبدو متحدا في ضرورة التصدي للتجاوزات الإيرانية، وهو ما يتجلى في تصريحات أطلقها معظم قادة الدول الكبرى بضرورة وقف الأعمال العدوانية للنظام الإيراني، وموافقة ضمنية على العقوبات الجديدة التي فرضتها الإدارة الأميركية.




رفض التغول بالعراق

إضافة إلى رفض تجارب الصواريخ الباليستية التي أجرتها طهران مؤخرا، وتدخلاتها السالبة في دول منطقة الشرق الأوسط، وإمدادها للمتمردين الحوثيين بالأسلحة، أكد الرئيس الأميركي أن بلاده تعارض تنامي النفوذ الإيراني في العراق. وأكد أن بلاده لم تتكبَّد خسائر تفوق ثلاثة تريليونات دولار في حرب العراق لتأتي وتسلمه لقمة سائغة لطهران. وكشفت مصادر أميركية أنه يبدو أن العراق مرشحا لأن يكون ساحة نزال ساخن بين واشنطن وطهران، حيث يبدو أن الأولى عازمة على عدم تقديم أي تنازلات أو تهاون مع الأخيرة بسبب نزعتها التوسعية في المنطقة.

وقال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في دراسة إن واشنطن أدركت أخيرا أنها أخطأت حين سمحت لإيران بتحويل العراق إلى جدار عازل تختبئ وراءه، مشيرا إلى أن الساسة العراقيين الموالين لمحيطهم العربي توارى دورهم، مقابل نشاط محموم لأولئك الذين جلبتهم طهران لتحويل بلادهم إلى حديقة خلفية.


رسالة حازمة

أثارت تغريدة ترمب التي قال فيها إن بلاده لم تقدم كل التضحيات المالية والبشرية لتقدم العراق هدية لإيران، قلقا بالغا، دفع المسؤولين العراقيين الذين أتت بهم طهران إلى طلب عقد لقاء عاجل مع الرئيس ترمب في واشنطن، إلا أن رد الإدارة الأميركية كان صادما وقاسيا، حينما رفضت لقاء ترمب بالرئيس العراقي أو رئيس وزرائه أو رئيس البرلمان، وهو ما يشير بوضوح إلى أنها ماضية في سياستها الحازمة تجاه تغول إيران في دول الشرق الأوسط.

وأمام الإحراج الكبير الذي وضع فيه العبادي نفسه، لم يملك سوى الإقرار، الأسبوع الماضي، بأنه لم يتمكن من التعرف بعد على الملامح الرئيسية لتوجهات الإدارة الأميركية الجديدة، وأضاف "سفارة واشنطن في بغداد لا تعرف عن توجهات ترمب، أكثر مما نعرف نحن".




استهداف حزب الله

لم يغب الوجود الإيراني التحريضي لإيران في سورية عن بال الإدارة الأميركية الجديدة، بل كان في صدارة اهتماماتها، حيث أعلن ترمب، غداة تسلمه مهام منصبه، عزمه إنشاء مناطق آمنة في سورية لحماية المدنيين، ودعا وزارة الدفاع إلى وضع خطة متكاملة في غضون 90 يوما لوضع ذلك موضع التنفيذ. كما أشارت مصادر إعلامية إلى اهتمام الرئيس ترمب بوجود ميليشيات حزب الله في سورية، لذلك شملت العقوبات التي أصدرها أول من أمس بحق كيانات وأفراد مرتبطة بإيران عددا من الجهات الداعمة لميليشيات حزب الله، وأضافت المصادر أن طرد ميليشيات الحزب المذهبي من سورية يحتل أولوية لدى الإدارة الأميركية الجديدة، وأنها تعد لإطلاق مسار تفاوضي يعتمد الفصل ما بين نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الموالية له، والتفاوض مع روسيا حول وضع حد للأزمة.




تنفيذ التعهدات

عكست الولايات المتحدة تعهدها بالتصدي لتجاوزات إيران والميليشيات الموالية لها في المنافذ البحرية، على أرض الواقع، حيث أرسلت المدمرة كول إلى باب المندب. وقال البنتاجون إن الهدف من إرسال المدمرة هو حماية الممرات المائية. وكانت واشنطن قد أعلنت بوضوح إدانتها للهجوم الذي قامت به ميليشيات الحوثيين واستهدف فرقاطة سعودية قبالة الساحل الغربي لليمن. فيما أشارت مصادر إلى أن إرسال كول إلى المنطقة يؤكد أن الولايات المتحدة انخرطت بصورة ميدانية وفعلية في الملف اليمني، وهو انخراط كانت إدارة ترمب قد أعطت مؤشرات أولية عليه من خلالها واستهداف تجمّع لتنظيم القاعدة هناك، إضافة إلى عزمها التصدي المباشر لميليشيات الحوثيين.