رغم أن مقر هيئة مكافحة الفساد في منطقة عسير يتوسط الأحياء الأكثر تضررا بفعل الأمطار والسيول في مدينة أبها، إلا أن أزمة حيّي المنسك والمروج وكذلك حي الموظفين، لم تجد حلا ناجعا للأخطاء التي ارتكبت في تنفيذ مشاريع تصريف مياه الأمطار منذ عدة سنوات، وسط تساؤلات المواطنين التي تنتظر الإجابة. وشهدت عسير أمس، أمطارا غزيرة وصفت بأنها تزيد عن الطاقة الاستيعابية للمشاريع، وأسفرت عن كثير من حالات الاحتجاز والغرق، وارتباك في اتخاذ قرار تعليق الدراسة، وإطلاق صافرات الإنذار قرب سد أبها.


أبها - خميس مشيط


1- مفقودون في أودية وداخل أحياء


2- إطلاق صافرات الإنذار قرب سد أبها


3- احتجاز باصات وحافلات للطلاب


4- ارتباك في تعليق الدراسة


محايل


1- احتجاز طلاب في قنا


2- السيول تجرف مركبات


3- انهيارات في كثير من الطرق


تساؤلات المواطنين


1- لماذا غابت الحلول العاجلة؟


2- كيف فشلت مشاريع التصريف؟


3- من سمح بالبناء في الأودية؟


4- أين دور هيئة مكافحة الفساد؟




 


أعادت أمطار أمس الثلاثاء بمدينة أبها  والتي وصلت  كميتها حتى الساعة السادسة مساء  بين 60 – 80 ملم، الأزمات والمشاهد التي حدثت قبل 10 أشهر، حيث أغرقت الأمطار والسيول الأحياء والطرقات، وأعاد المشهد نفسه، مكررا العديد من المشاهد المؤلمة، التي تكشف فشل التصريف وسوء التخطيط في السماح بإقامة مخططات في بطون الأودية، والترخيص بالبناء في مجاري السيول وعدم صيانة العبارات وتنظيفها، وعدم الرقابة على الإنشاءات والتعديات على مسايل الأودية بالشكل الكافي. وأكد مصدر لـ"الوطن" أن فرق أمانة عسير واجهت صعوبة في سحب المياه من حي المنسك، وذلك يعود لأن مناطق تجمعات المياه أكبر من طاقة عبارات تصريف السيول وهو ما يتطلب إعادة تصميمها.


السيول تجرف الأسفلت

في حي المنسك جرفت السيول طبقات الأسفلت في بعض المواقع وحجزت العديد من المركبات واغرقت مياه السيول في وسط المنسك عدة مركبات، حيث إن سوء التصريف وانسداد العبارات كانا السبب في وقوع المشكلة نفسها كلما انهمرت الأمطار الغزيرة وسالت الأودية.

وتساءل المواطنون عن مصير مشاريع التصريف، التي قال أمين عسير قبل 10 أشهر إنه تم الرفع بها للوزارة، إذ أثبتت العبارات المتواضعة فشلها كل مرة في تصريف مياه الأمطار، حيث يتحول وسط المنسك إلى بحيرات، ما دفع بفرق الدفاع المدني إلى استخدام القوارب لإنقاذ بعض المحتجزين في مركباتهم وجرفت السيول آخرين. وذكر مصدر خاص لـ"الوطن" أن أمين عسير سبق وأن رفع للوزارة، إلا أن الصورة لا تزال غير واضحة عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لإيقاف أزمات الأمطار المتكررة سنويا. وفي حي النميص المجاور لحي المنسك كان الوضع أكثر سوءا، حيث تلقت عمليات الدفاع المدني بلاغات متكررة لاحتجازات سيارات بها أفراد وعوائل وقامت باستخراجهم وإنقاذهم، كما أحدثت الأمطار حفرا في بعض المواقع اصطادت المركبات وألحقت بها أضرارا مختلفة.


قطع الطرق

لم يكن حي الموظفين أحسن حالا، فقد قطعت السيول الطريق وجزأت الحي إلى مربعات، ولم يكن بوسع المواطنين إلا أن يغامروا بالعبور في السيل أو تعطل مصالحهم، ورصدت "الوطن" جرف السيل لإحدى المركبات وتعطل أخرى، إضافة إلى تعطل الحركة في كوبري حي الموظفين، الذي فشل في استيعاب الكميات الكبيرة من السيول والأمطار، حيث تعرقلت حركة السير بشكل شبه كلي.

 


تكدس مروري


في وسط البلد تسببت بحيرات المياه في تكدس مروري في عدة مواقع وارتداد كثيف أمام مبنى الدفاع المدني ومبنى المجاهدين وإشارة دوار القصبة سابقا، وغرقت بعض الكباري هناك، كما سالت العديد من الأودية بسيول مختلفة كما تراكمت المياه في طريق الممشى وشكلت بركا مائية. كما حدث زحام مروري في طريق الملك فيصل المتجه لعقبة شعار الذي يقع به العديد من المحال التجارية والمدارس الخاصة وبعض الإدارات الحكومية والأمنية. كما أعاقت بحيرات المياه السير أمام مبنى الأحوال المدنية في الحزام الدائري وعطلت الحركة، ومنعت المراجعين من الوصول لمبنى الأحوال المدنية، بسبب عدم فتح الأمانة لعبارة التصريف الواقعة هناك والتي أغلقها مجهول لأهداف غير واضحة، رغم تحذيرات المجلس البلدي لأمانة عسير، الذي زار سابقا الموقع وأكد أن العبارة مغلقة. وكانت "الوطن" قد نشرت تحذيرا من تكرار وقوع ذلك في 2016/4/19 بعنوان "وزير البلديات يتدخل لحل أزمة تصريف سيول أبها"، وشهد الحزام الدائري كذلك تجمعات مائية امتدت أيضا إلى امتداد طريق الملك فهد "أبها - خميس مشيط".

 


إغلاق ضلع

أكد مدير مرور عسير العقيد عبدالله بن عائض الحويزي لـ"الوطن" أنه باشر مع جميع أفراد وضباط المرور التحكم في حركة السير وفك الاختناقات، حيث استنفر مرور عسير كافة طاقته الآلية والبشرية، مبينا وجود تنسيق على مدار الساعة مع الأرصاد الجوية والدفاع المدني، حيث تم إغلاق عقبة ضلع بسبب وقوع انهيارات صخرية. ونوه الحويزي إلى ضرورة التزام المواطنين بالتحذيرات الصادرة من الجهات المعنية، والالتزام بوسائل السلامة المرورية واتباع تعليمات رجال المرور. وأضاف الحويزي "وضعنا خطة محكمة للتعامل مع كافة الأحداث المصاحبة للحالة المطرية التي تشهدها المنطقة هذه الأيام فبعد ورود تنبيهات الجهات المعنية تم عقد اجتماع طارئ ووضع خطط للتعامل مع الحالات الطارئة، ومباشرة الحوادث المرورية، ومتابعة التطورات على مدار الساعة.

 


الأمانة تتابع

أوضحت أمانة منطقة عسير في بيان لها على لسان متحدثها الرسمي المهندس سعيد محمد الشهراني، بأن أمانة منطقة عسير تتابع منذ فترة أحوال الطقس من خلال التنسيق مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وقال بأنه قد هطلت أمطار غزيرة على مدينة أبها خلال الساعات الماضية، وأكد إلى أن خطة الطوارئ في الأمانة تعمل بشكل مستمر قبل ظهور الحالة المطرية، وهناك فرق رصد لمتابعة أماكن تجمعات الأمطار ترفع تقاريرها بشكل مستمر.

وقال إن أمين منطقة عسير صالح بن عبدالله القاضي يتابع وبشكل مستمر مستجدات أعمال الأمانة ولجنة الطوارئ المعدة لهذه الأحوال، ويوجه بتلقي البلاغات بكل دقة ليتسنى الوصول لصاحب البلاغ بأسرع وقت ممكن.

 


حوادث واحتجازات

أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني في المنطقة العقيد محمد العاصمي، أن أمطار الأمس تسببت في عدد من الحوادث شملت احتجاز حافلة تقل عددا من الطلاب، بشعيب مياه بقرية آل معتق بطريق آل يوسف غرب أبها، وتم سحب الحافلة ومعالجة وضعها دون وقوع إصابات، واحتجاز حافلة طالبات في مجرى تصريف السيول بأحد رفيدة في مخطط آل بريد حيث تم تأمين الطالبات وعددهن 45 طالبة من خلال إخلائهن من الحافلة وهن بصحة جيدة.

وأضاف العاصمي: أنه جرى مباشرة احتجاز مركبة من نوع "باترول" لا يوجد فيها أشخاص بداخل سيل بوادي أبها، وتم استخراج السيارة ومعالجة الوضع وتسليمها لصاحبها، كما باشر الدفاع المدني في محافظة رجال ألمع احتجاز مركبة لا يوجد بداخلها أشخاص بوادي ثفقي بالمحافظة وتم استخراج السيارة  وتسليمها لصاحبها.

 


تجمعات مائية

لجأ بعض المواطنين لعبور طريق الملك عبدالله، إلا أنه شهد بعض الانهيارات الخفيفة مع تجمعات مائية في بعض المواقع، في ظل موجات الضباب الكثيفة. وشهد حي المحالة مقابل مستشفى أبها للولادة والأطفال، تجمعات مائية ضخمة، فيما طمرت المياه المواقف الخلفية التابعة لمستشفى عسير المركزي، وأغرقت عددا من المركبات، وشهد المستشفى حدوث تسربات مائية في بعض مبانيه.

 


فيضان السد واستنفار صحة عسير

أعلنت صحة عسير استنفارها، حيث وجه مدير عام الشؤون الصحية بعسير الدكتور محمد الهبدان، إدارة الطوارئ والمرافق الصحية بالمنطقة بتطبيق خطط الطوارئ.

وجهزت صحة عسير عددا كبيرا من الفرق الطبية في كل مستشفى للمشاركة الميدانية أثناء الحاجة، وتشغيل بعض المراكز الصحية عند الحاجة مع تخصيص فريق هندسي متخصص ليكون جاهزا للتدخل عند طلبه، لافتا إلى أنه تم تجهيز عدد كبير من الإسعافات للمشاركة في نقل وإخلاء المرضى عند الحاجة، وتجهيز أكثر من 30 سرير عناية مركزة وعناية قلب في المستشفيات الخاصة والحكومية. وفي مستشفى عسير أشرف الدكتور الهبدان والمشرف العام على المستشفى الدكتور عايض الشهراني على متابعة عمل المستشفى وتقديم الخدمات الصحية للمرضى، إلى جانب متابعة أعمال تصريف وشفط المياه التي تجمعت في المواقف الخلفية للمستشفى والناتجة عن كمية مياه الأمطار الكبيرة التي هطلت على المنطقة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والوضع بالمستشفى مطمئن، حيث يعمل المستشفى بكامل طاقته. إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي لمياه عسير علي القاسمي أن صافرات الإنذار الآلية انطلقت بسد أبها بعد فيضان السد، وأكد استنفار كافة الأطقم الفنية لمباشرة أي طارئ.


أحياء ومواقع فشلت في تصريف السيول


نفق حي الضباب

تقاطع الحزام مع طريق الملك فهد

4 مواقع في حي الموظفين

10 مواقع

في حي المنسك

طريق قريقر مقابل الجامعة


شارع الأمير سلطان مقابل الريحانة مول

موقع حي الربوة خلف الشؤون الصحية

مواقع بحي العرين

مقابل الغرفة التجارية

حي النميص بالقرب من مستشفى قوى الأمن



 



سيول بوسط حي المنسك تحتجز المركبات (تصوير: عبدالعزيز العسيري)


 



البرد والضباب على مركز السودة (تصوير: رشود الحارثي)